شهدت مدينة ابوجا النيجيرية وبقية المدن فيها ٫ احتفالات وتهاني بخبر رضوخ السلطات النيجيرية للتظاهرات المستمرة التي كانت تطالب باطلاق سراح زعيم الحركة الاسلامية في اليلاد الشيخ إبراهيم زكزاكي وزوجته للعلاج ٫ حيث وافقت السلطات لمطالب المتطاهرين والمحتجين وسمحت له ولزوجته اليوم الاثنين بالسفر إلى الهند لتلقي العلاج بعدما وصل وضعهما الصحي إلى المرحلة الحرجة،
وكانت نيجيريا قد شهدت سلسلة من الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية في نيجيريا راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى برصاص قوات الامن التي تعمدت الافراظ في استخدام العنف ضدهم واطلاق الرصاص الحي مباشرة على مناطق قاتلة من الجسد في الراس والقلب ، كما اعتقلت سلطات الامن اعددا كبيرة من أنصار الشيخ الزكزاكي. كذلك حصلت حركة احتجاجات شعبية في الخارج تطالب بالإفراج عن الشيخ الزكزاكي ومنها اعتصام استمر 33 يوما امام السفارة النيجيرية في لندن مطالبين بالضغط على السلطات النيجيرية لوقف مسلسل الترهيب والقمع ضد الشيخ الزكزاكي وعائلته وأنصاره.
يذكر ان الحركة الاسلامية التي يقودها الشيخ الزكزاكي تعرضت للتصفيات الجسدية بشكل متكرر بفعل ضغوط سعودية واسرائيلية وشراء ذمم كبار الضباط في الجيش ومن بينهم توكور بوروتاي رئيس اركان الجيش النيجري الذي نفذ جريمة مقر الحركة الاسلامية في مدينة زاريا في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2015، واقدم الجيش النيجيري على اطلاق الرصاص الحي على انصار الشيخ الزكزاكي في مديلنة زاريا في ولاية كادونا، موطن رأس زكزاكي، وحاصر الحسينية التي كانت تستعد للاحتفاء بالمولد النبوي، واقتحم بعد ذلك منزل زعيم «الحركة الإسلامية»، معتقلاً إياه مع زوجته بعد إصابتهما بجروح بالغة. وبرر توكور بوروتاي رئيس اركان الجيش النيجيري عمليات القتل العشوائية بوجود مخطط لدى الحركة الاسلامية لاغتياله وهو ما نفته الحركة بشكل !! و أدت عمليات اطلاق النار إلى مقتل أكثر من 300 مدني من الرجال والنساء والأطفال، من بينهم العديد من قياديي الحركة، في ما عُرف بـ«مجزرة السبت الأسود».
ومن قبل كان الجيش النيجيري قد اقدم على قتل ثلاثة من ابناء الشيخ الزكزاكي مرة واحدة عندما كانوا يشاركون عام 2014 في احياء يوم القدس العالمي .
وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر 2016، أصدرت المحكمة العليا في العاصمة أبوجا حكماً بالإفراج الفوري عن زكزاكي، وتغريم الأجهزة الأمنية 150 ألف دولار تعويضاً لأسرته، بعدما تقدم الأخير بشكوى إلى المحكمة لاعتقاله من دون إبلاغه تهمته. لم تستجب السلطات النيجيرية لحكم القضاء بإطلاق سراح الشيخ، وواصلت اعتقاله إلى جانب العديد من ناشطي «الحركة الإسلامية»، بعد رفض الجيش النيجيري والحكومة المركزية القرار، الذي تم تعطيله عبر اتفاقية بين النائب العام وسلطات ولاية كادونا، التي حظرت بدورها في عام 2016 الانتماء إلى «الحركة الإسلامية» تحت طائلة السجن لمدة 7 سنوات ودفع غرامات مالية.
تفاصيل المجازر التي ارتكبتها السلطات النيجيرية بحق زكزاكي وأنصاره في يوم القدس، وما تبعها وما سبقها، تكشّفت تباعاً. ففي نيسان/ أبريل الماضي، اتهم زكزاكي، في اتصال هاتفي مع نجله، السعودية بأنها هي التي موّلت تنفيذ الجيش النيجيري مجزرة زاريا، وأنها «مأمورة في ذلك من الولايات المتحدة وبريطانيا».
بدورها، أكدت مصادر مطلعة على تفاصيل القضية، أن زكزاكي كان مرصوداً ومتابَعاً وملاحَقاً في تحركاته ومواقفه من قبل المخابرات السعودية، قبل واقعتَي يوم القدس والسبت الأسود بسنوات. وكشفت المصادر أيضاً أن «الحركة الإسلامية» تمتلك دلائل «تثبت تورط السعودية في المجازر التي حصلت»، وأنها «ستظهرها في الوقت المناسب».
يرفض زكزاكي شروط الحكومة لإطلاق سراحه، وأسلوب المفاوضات معه، مُلمِّحاً إلى تعرضه لضغوطات من قبل السلطات النيجيرية للتراجع عن مواقفه، ولا سيما أنه كان قد وجه انتقادات شديدة للحكومة النيجيرية بسبب علاقاتها مع إسرائيل، وتبادلها المعلومات مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. كما انتقد زكزاكي مراراً الفساد المستشري في بلد يُعتبر من الأغنى نفطياً في العالم، بالإضافة إلى تنديده المتكرر بعلاقات جماعة «بوكو حرام» الإرهابية مع بعض قيادات الجيش النيجيري. والجدير ذكره، في هذا السياق، أن «بوكو حرام» شنّت العديد من الهجمات المسلحة على أنصار الحركة العزّل وعلى منزل زكزاكي، من بينها هجوم على موكب تابع للحركة في ولاية كانو في كانون الأول/ ديسمبر 2015 أدى إلى مقتل 22 شخصاً، وذلك قبل أيام من حادثة زاريا، بالإضافة إلى تبنّي «بوكو حرام» تفجيراً سنة 2014 قُتل فيه 32 من أنصار الحركة.
لم تمتلك الحكومة النيجيرية حتى اللحظة أي دليل تقدمه لإدانة زكزاكي، باستثناء اتهامات بأن «المتظاهرين تجمهروا حول موكب رئيس الأركان خلال مروره وقاموا بإطلاق النار». اتهامات لا يقيم لها أتباع الرجل وزناً، لافتقارها إلى أي مسوّغ قانوني يثبت تورطه وأنصاره في محاولة الاغتيال، وهو ما دعمه قرار المحكمة العليا سابقاً بإطلاق سراحه. وقد نفى زكزاكي بنفسه الاتهامات المُوجَّهة إليه، مؤكداً أنه تعرض لهجوم مفاجئ من القوات النيجيرية، في الوقت الذي تشدد فيه الحركة دائماً على عدم امتلاكها السلاح، وأنها غير عسكرية.
تعرَّض زكزاكي لمحاولات اغتيال عديدة، منها في أعوام 1999 و2007 و2015. فقَد إحدى عينيه، وأصيبت زوجته بجروح بالغة، وقُتل ستة من أبنائه خلال السنوات السابقة. كما قُتلت أخته وابن أخيه، وجُرفت أضرحة والدته وأولاده، وسُوّي منزله بالأرض. مسيرة يختصرها مقرّبون من الرجل بقولهم إنها «تضحيات يقدمها الشيخ النيجيري على طريق القدس».
الرئيسية / أخبار العالم / السلطات النيجيرية تسمح لزعيم الحركة الاسلامية العلامة الزكزاكي بالسفر للخارج للعلاج بصحية زوجته رضوخا للاحتجاجات الشعبية في المدن النيجيرية
الوسومالجماعة الاسلامية في نيجيريا الشيخ الزكراكي الشيعة في نيجيريا
شاهد أيضاً
الرئيس الايراني بزشكيان : الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد ونظامه السياسي ويختار حكومته
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تعليقاً على التطورات في سوريا، إن “الشعب السوري هو الذي …