يتفق المراقبون على ان تشكيل الحشد الشعبي كان محط هجوم واسع من قبل اميركا والسعودية والامارات ودول خليجية اخرى لانه احبط كل مخطاطتها لاسقاط العملية السياسية في العراق .
ولم تفلح محاولات وضعوط امريكا في حل الحشد الشعبي لذا لجآت الى اردراج بعض فصائل الحشد الشعبي على لائحة الارهاب ٫ ففي شهر مارس – اذار الماضي ٫اقدمت وزارة الخارجية الأمريكية علي ادراج “حركة النجباء” وقائدها الشيخ “أكرم الكعبي” على قائمة الإرهاب ورد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ٫ بان “قرار الولايات المتحدة الأميركية بإدراج حركة النجباء على لائحة الإرهاب غير ملزم لنا” مضيفاً: “نحترم جميع فصائل الحشد الشعبي التي قدمت التضحيات”.
هذا وبالتزامن مع الذكرى لخامسة لتشكيل الحشد، صوّت مجلس النواب العراقي بالإجماع على اعتبار يوم 13 حزيران/ يونيو مناسبة وطنية في كل عام.
والتطور الجديد هو اقدام رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، عادل عبد المهدي، ،على اصدار أمر ديواني بضم كافة تشكيلات الحشد الشعبي إلى القوات المسلحة العراقية، وإغلاق مقراتهم سواء داخل المدن أو خارجها، وقطع أي ارتباط لها مع أي تنظيم سياسي.
وحدد عبد المهدي تاريخ 31 يوليو الجاري موعدا نهائيا “لوضع الترتيبات النهائية للانتهاء من العمل بموجب هذه الضوابط”، مشيرا إلى أن “أوامر سيتم إصدارها لاحقا لهيكلية هيئة الحشد الشعبي وتشكيلاته”.
هذا وأشاد زعيم التيار الصدري ، السيد مقتدى الصدر، بقرار عبد المهدي معلنا فك ارتباطه بـ”سرايا الإسلام” التي أسسها سابقا، إذا ما انضمت للقوات الأمنية النظامية.
كما غرد الامين العام لعصائب اهل الحق قيس الخزعلي بشأن قرار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قائلا: ان “قرار رئيس مجلس الوزراء الاخير خطوة بالاتجاه الصحيح ليكون الحشد جزءا مهنيا وثابتا من القوات المسلحة ويفشل محاولات حله او دمجه، مضيفا ان “ابعاد الحشد الشعبي عن التجاذبات السياسية وتوفير ما يحتاجه من قضايا لوجستية كفيل بضمان قوة الحشد الشعبي ليقوم بواجبه المقدس في ضمان امن العراق ومستقبله”.
وقال رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، اننا ننتظر تنفيذ قرار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بشكل حازم وواضح، بينما أعتبر رئيس كتلة بدر النيابية، حسن الكعبي، هذا القرار بانه”ليس جديداً”.
وقال الكعبي إن “الحشد الشعبي تشكل من فصائل المقاومة وابناء الشعب العراقي، والحفاظ عليه واجب، من خلال التدريب العسكري والعقائدي، لكي يبقى قوة قوية ومقتدرة”، مبينا أن “الحشد جزء لا يتجزأ من المنظومة العسكرية وهو تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة، مضيفا ان “فتوى المرجعية التي تأسس الحشد الشعبي على أساسها، باقية ومستمرة والكل يطيعها”، مؤكداً ان ” الحشد لن ينتهي الا بأمر المرجعية ذاتها ممثلة بالمرجع الاعلى علي السيستاني، وليس بأمر اي شخص مهما كان منصبه السياسي والحكومي”.
واشار الى ان “قرار عبد المهدي ليس بالجديد، فقد تطرقت جميع القيادات السابقة، الى أن الحشد الشعبي تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة”.
وقال الخبراء ان قرار عادل عبد المهدي الاخير قرار بانه ” سيف ذو حدين” قد يسترضي الادارة الامريكية التي ترغب في تصفية الحشد الشعبي الذي قاتل “داعش” اداتها في العراق لكن في الوقت ذاته قد يعطي نتائج معكوسة على الصعيد الداخلي فالحشد الشعبي قوة شعبية عراقية؛ واسم هذه القوة تعد مقدسة لدى العراقيين، باعتبار انها صاحبة الفضل الاكبر بالحفاظ على سيادة واستقلال البلاد والشعب العراقي يجد نفسه مدينا لهذه القوات التي قامت حين تعرض الاراضي العراقية الى غزو مفاجئ ومشبوه من قبل عصابات جماعة “داعش” الارهابية بالتصدي لهذه الهجمة الشرسة والوقوف بوجهها، ودخلوا هذه المعركة وقاتلوا بكل شجاعة.