لاشك إن الملف الإيراني هو جزء أساسي من الملفات سواء النووي أو الحضور الإيراني في سوريا وقوة حزب الله اللبناني التي بحثها الاجتماع الامني الموسع بين روسيا والولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي في القدس وذلك بحضور المستشار القومي الروسي نيكولاي باتروشيف ونظيره الامريكي جون بولتون ونظيرهما الاسرائيلي .
ولا شك أن هناك تآمرا واضحا من نتنياهو والولايات المتحدة بالعمل بمختلف الوسائل لابعاد إيران من سوريا باعتباره هدف إسرائيل الأول من وراء الدعوة لهذا الاجتماع .
و نستطيع القول بأنه من الواضح أن الاجتماع الثلاثي يؤسس لمرحلة سياسية بمفهومها المكثف، وكل يبحث عن مصالحه في المنطقة بل له أجندات سياسية متعددة حيث يمكن استنتاج ذلك من خلال التحرك السياسي والعسكري الذي نشهده خلال العملية السياسية المتقلبة، ومن ناحية العرب يبقى القرار شأنهم باعتبارهم الفئة الوحيدة الغائبة عن مخاطر المشهد السياسي الذي يطبق، فلا خيارات محددة إنما مفتوحة في وجه الجميع.
وخلال متابعة إعلام الاحتلال تبين أن الموقف الروسي لم يتخل عن إيران باعتبارها حليفا استراتيجيا لموسكو بالمنطقة وهذا كان واضحاً وجاء على لسان المستشار الأمني نيكولاي باتروشيف الذي أشار إلى أن موسكو تقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية.
لكن كما المعتاد تبقى المصالح السياسية والإستراتجية والاقتصادية هي الطاغية على كل المشاعر التي يمكن أن يعرب عنها في لحظة الموقف، لذلك يمكن أن نعتبر أن هذا الاجتماع بين روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة هو بمثابة خلط للملفات الشائكة والأكثر تعقيداً على الساحة السياسة والإقليمية، والدليل هو تصريح “باتروشيف ” حين قال: “نحن نولي اهتماما خاصا لضمان أمن إسرائيل”، واصفا ذلك بأنه “مصلحة خاصة بالنسبة لنا لأنه هنا في إسرائيل يعيش حوالي 2 مليون من مواطنينا”، كما أن إسرائيل تدعمنا في قنوات كثيرة، بما في ذلك في الأمم المتحدة. لقد سبق لرئيس الوزراء [نتنياهو] وأن قال إننا نشارك نفس الآراء بشأن قضية محاربة تزوير تاريخ الحرب العالمية الثانية” .
والثابت حتى الان أن الموقف الروسي لم يتغير تجاه سوريا أو إيران لأهمية مكانتهما السياسية والإستراتجية، حيث تكمن العلاقة الممتدة منذ أكثر من نصف قرن في التاريخ الحديث، وهذا بحد ذاته تجربة سياسية عميقة تؤسس لمرحلة مستقبلية جديدة لا تقل أهميتها عن الأدوار الأخرى في المنطقة.
والثابت حتى الان ان سوريا وإيران لن تبيعا روسيا، وهذا يعتمد على صيغة التحالفات والمصالح المشتركة بينهم، مما يعزز ذلك الدور الروسي المنحاز إلى القضايا العربية بالمنطقة، والتي تراهن إسرائيل ومعها أمريكا على إفشاله في كثير من المخططات التي أصبحت واضحة لدى الكل الإقليم.
ويبقى السؤال قائما : ماذا ستحصل اسرائيل من وراء الاجتماع الامني الثلاثي بمشاركة روسيا والولايات المتحدة ؟ الايام المقبلة ستثبت ان اسرائيل ستبقى محاصرة اكثر واكثر من محور المقاومة من خلال اصرار وعزم ايراني على دعم القضية الفلسطينية وافشال المشروع الامريكي الاسرائيلي المدعوم سعوديا واماراتيا في المنطقة .
