تعليقا عن تداعيات نجاح حرس الثورة الاسلامية في اسقاط طائرة التجسس “غلوبال هوك” فخر الصناعة العسكرية الامريكية فجر الخميس الماضي ٫ قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان محقاً في عدم توجيه ضربة لإيران على خلفية إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة داخل المياه الإقليمية في مياه الخليج، داعية إياه إلى تبني استراتيجية واضحة حيال طهران وألَّا يقاتل نيابة عن السعودية و”إسرائيل”.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن قرار عدم شن ضربة على إيران أظهر الولايات المتحدة “متذبذبة”، ولكن ترامب كان محقاً في التراجع باللحظة الأخيرة، “ليس لأنه كما قال لاحقاً في تغريدة له إنها سوف تقتل 150 شخصاً، وإنما كانت ستتخذ ذريعة تصعيد كبير ومواجهة مع إيران، دون أن يكون هناك احتمال لنجاح تلك العملية”.
اجراءات ترامب ساهمت في استفزاز ايران
وأضافت: “من شبه المؤكد أن إيران مسؤولة عن سلسلة من الأعمال الاستفزازية في جميع أنحاء الخليج في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك هجمات السفن، وكذلك عملية إسقاط الطائرة من دون طيار، لكن ترامب هو من جعل مثل هذه التصرفات الاستفزازية أمراً لا مفر منه في ظل الضغط الأمريكي المتواصل على طهران، وهو ما أدى إلى أن تبقى الصين ودول الاتحاد الأوروبي مترددة في قطع التعامل مع إيران”.
بومبيو .. والمطالب التي توهم فرضها على ايران
وتقول الصحيفة: “بينما كان ترامب يهدد نظام طهران بالكارثة الاقتصادية، فإنه لم يعرض عليه أي طريق للخروج منها، فالرئيس يقول إنه يريد التفاوض، لكن وزير الخارجية مايك بومبيو قد طرح أكثر من عشرة مطالب أمريكية لا تدعو فقط إلى فرض قيود أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني، وهو الهدف الذي أشار إليه ترامب، ولكن أيضاً إلى تغيير السياسة الخارجية الإيرانية بالكامل، ولقد أقر بومبيو صراحة أن نظام مرشد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي لن يوافق أبداً على هذه المطالب؛ بدلاً من ذلك اقترح أن يقوم الشعب الإيراني بتغيير الحكومة”.
وترى “واشنطن بوست” أن هدف تغيير النظام في إيران وإن كان هدفاً مرغوباً به أمريكياً إلا أن العقوبات لن تحققه، وأن تحقيق ما يريده بومبيو يتطلب حرباً ضد إيران.
الحرب مع ايران .. حماقة لايجب تصور وقوعها
وتتابع الواشنطن بوست قائلة في تقريرها : “لا شك أن الرئيس قد أخذ في الاعتبار وعوده العديدة بعدم إشراك الولايات المتحدة في المزيد من مستنقعات الشرق الأوسط، فإيران لا تشكل أي تهديد وشيك للولايات المتحدة، وطبقاً لمقتشي الأمم المتحدة فلقد تم احتواء برنامج إيران النووي”.
وتضيف صحيفة الواشنطن بوست : “الضربات الجوية المحدودة من النوع الذي كان ترامب يفكر فيه لن توقف العدوان الإيراني ٫ فضلاً عن محاولات تغيير النظام، وعلى الأرجح ستؤدي إلى تصعيد آخر تريده إيران التي لديها القدرة على قتل الأمريكيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فحرب مع دولة يبلغ تعداد شعبها أكثر من 80 مليون شخص، ومسلحة تسليحاً جيداً ستكون حماقة لا يجب تصورها”.
وترى “واشنطن بوست” أن على ترامب أن يجد استراتيجية للتعامل مع إيران وربما كان قرار وقف الضربة بداية جيدة لذلك، مضيفة: “نعم قد تقبل إيران بفرض قيود إضافية على برنامجها النووي، ولكنها لن تقبل التخلي عن طموحاتها الإقليمية بالكامل”.