دعوات طرد القوات الامريكية من العراق تتراجع بضغوط السفارة الامريكية ومعارضة نواب اصدقاء امريكا

مع بدايات انعقاد جلسات مجلس النواب في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2018، اتفق عشرات النواب على تقديم مشروع قرار يقضي بانسحاب القوات الأمريكية بشكلٍ كاملٍ من العراق وفقاً لجدولٍ زمني محدد مسبقاً.

وسبق للمجلس في دورته السابقة ٫ أنْ صوّت في الأول من مارس/ آذار 2018 على مشروع قرار يطلب من الحكومة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من العراق؛ وفي الغالب فإنّ مثل هذه القرارات يتمّ طرحها من كتلٍ نيابية حليفة لإيران.
ولاشك فان السفارة الاميركية جندت نفسها للضغط باتجاه عدم اتخاذ قرار في مجلس النواب بطرد القوات الامريكية .
على الصعيد ذاته ٫ قادةٌ في الحرس الثوري الإيراني ومسؤولون آخرون، منهم المرشد الأعلى للثورة الاسلامية اية الله خامنئي كرروا في مناسباتٍ عدّة عدم السماح للولايات المتحدة بالبقاء في العراق بعد انتهاء الحرب على تنظيم داعش، وعدم السماح للحكومة العراقية بالمساس ببنية هيئة الحشد الشعبي، أو تفكيك فصائله أو نزع أسلحتها.
وتحاول إيران استثمار أيّ لقاءٍ مع مسؤولين عراقيين لحثّهم على اتخاذ تدابير عاجلة لإخراج القوات الأمريكية من العراق.
المرشد الأعلى علي خامنئي لدى استقباله رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في لسبت 6 أبريل/ نيسان،الماضي أشار إلى ضرورة التأكد من أنّ الأمريكيين سيسحبون قواتهم من العراق بأسرع ما يمكن، لأنّ طردهم سيكون صعباً عندما يستمر وجودهم العسكري طويلاً في العراق، أو في أيّ بلد.
ويعتقد قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي أنّ الأمريكيين لا يرغبون بوجود الحكومة والبرلمان والمجموعة السياسية التي تحكم العراق حالياً، ولذلك يخططون لإخراج هؤلاء من مضمار السياسة.
في المقابل قال رئيس الجمهورية برهم صالح، انه بيست هناك معارضة للتواجد العسكري الأمريكي في العراق من منطلق “التوافق العام” على إنّ العراق بحاجة إلى تعاون مستمر مع القوات الأمريكية.
وتحاول الحكومة العراقية طمأنة الجانب الإيراني بأنّ العراق لن يسمح بموجب الدستور بأن تكون أراضيه منطلقاً للعدوان على أيّ دولة، وأنّ العراق “سيقف إلى جانب إيران ضدّ أيّ تهديدات تتعرض لها من أراضي أيّ دولة أخرى”، وفق تصريحات أدلى بها عادل عبد المهدي خلال لقائه بالرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران، السبت 6 أبريل/نيسان.
وهناك ثمّة إجماع لدى المسؤولين العراقيين على “تعزيز فرص التعاون مع جميع دول الجوار وعدم الدخول بمحور على حساب أيّة دولة ورفض سياسة المحاور” في رسائل يوجهها أولئك المسؤولون إلى دول الجوار العربي الحليفة للولايات المتحدة في مهمة التصدي للنفوذ الإيراني في العراق والمنطقة.
ومع تجدد دعوات أعضاءٍ في مجلس النواب العراقي لانسحاب القوات الأمريكية، تُصرّ الولايات المتحدة على عدم مغادرة العراق في المرحلة الراهنة على الأقل.
في مقابل ذلك، تواصل فصائل من المقاومة الاسلامية في العراق تهديداتها باستهداف القوات الأمريكية المتواجدة في العراق.
وتمتلك المقاومة الاسلامية في العراق ما يكفي من القدرات العسكرية والنفوذ السياسي في مجلس النواب ومراكز صنع القرار في الحكومة المركزية لتبني مشروع إرغام القوات الأمريكية على الانسحاب من العراق، خاصة بعد انتهاء الحرب على تنظيم داعش، وهو موقف تدعمه إيران بقوة.
وبعد تنامي حالة “العداء” الأمريكي لإيران وحرس الثورة الاسلامية بشكل خاص بعد إدراجه على لائحة الإرهاب، فإنّ المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التحركات لإقرار سحب القوات الأجنبية، الأمريكية تحديداً، من العراق؛ وتنشر الولايات المتحدة نجو 5200 جندي في العراق ولكن مصادر المقاومة الاسلامية نرجح ان عدد هذه القوات تصل اى اكثر من عشرين الف جندي .
وسبق للقيادي في الحشد الشعبي هادي العامري أنْ هدّد بإسقاط أية حكومة عراقية يتمّ تشكيلها بتدخل أمريكي خلال فترة شهرين في لقاء جمعه مع المبعوث الأمريكي الخاص في 28 أغسطس/آب 2018.
ويبدو إنّ الدور الأمريكي في العراق بدأ بالتراجع التدريجي بعد الانتهاء من قتال تنظيم داعش ٫ ولاستعادة الدور الأمريكي والحد من النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة، تعمل الولايات المتحدة علي تعزيز وجودها العسكري في العراق بصمت منها ومن الحكومة العراقية وتعمل على استقدام مزيد من الجنود والمستشارين بذريعة استكمال تدريب وحدات الجيش العراقي.
فهل تقدم الولايان المتحدة على استخدام الاراضي العراقية منطلقا لاعمال عدوانية ضد الجمهورية الاسلامية ؟؟!! وماذا سيكون رد فعل ايران ورد فعل قوات الحشد الشعبي والمقاومة في العراق .