تحقيق اسرائيلي : الشاب الفلسطيني صالح البرغوثي اعدم على يد فرق اغتيال تابعة للشاباك

كشف تحقيق أعده مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم” أن الشاب الفلسطيني صالح البرغوثي أعدم من مسافة صفر، حين كان يقود مركبته في قرية سردا شمال رام الله الشهر الماضي.

وقال التحقيق إنه خلافًا لتصريحات “الشاباك” والجيش الإسرائيلي، فإن الشهيد البرغوثي لم يحاول ولا كان بمقدوره الفرار أو دهْس أحد، حين كان يقود السيارة العمومية اعترضته مركبتان ونزل منهما نحو عشرة من عناصر قوّات الجيش وحاصروا سيّارته وأطلقوا عليه النّيران من مسافة صفر فيما بدا وكأنّه عمليّة إعدام.
واتهم المركز جهات رسميّة إسرائيلية بمحاولة تبرير جريمة القتل بعد وقوعها، مؤكدًا أنّ أحدًا لن يحاسَب هذه المرّة أيضًا، على غرار سابقتها من جرائم الاحتلال في الضفة الغربية.

وجاء في التحقيق، أنه في يوم 12/12/2018 نحو السّاعة 18:30 اعترضت مركبتان تابعتان لقوّات جيش الاحتلال طريق سيّارة عمومية على الشارع الرئيس في ” قرية سردا ” بمحافظة رام الله، يقودها صالح البرغوثي (28 عامًا) وهو من سكّان ” قرية كوبر ” شماليّ رام الله ومتزوّج وأب لطفل في الخامسة.
وأضاف “ترجّل من المركبتين نحو عشرة عناصر من قوّات الأمن بضمنهم شرطة الوحدة الخاصّة في حرس الحدود (“يمام”) وطوّقوا السيارة وأطلقوا النار على سائقها صالح البرغوثي من مسافة صفر، وبعد ذلك، أخرج العناصر البرغوثي من السيّارة وهو مصاب وكبّلوا يديه واقتادوه مغادرين المكان”.
وتابع أن” جيش الاحتلال أبلغ أسرة البرغوثي أنّه أصيب بجراح بليغة خلال الحدث وأنّه توفيّ لاحقًا في المستشفى”.
وأوضح التقرير أن “الشاباك” يزعم أنّ البرغوثي -الذي كان ناشطًا في الذراع العسكريّ لحركة حماس-“مشتبه في الضلوع بعمليّة إطلاق النّار التي وقعت في 9.12.18 في محطّة نقل تطوّعيّ (“تريمبيادة”) مجاورة لمستوطنة عوفرا الواقعة شمال شرق رام الله”.
ونقل تحقيق “بتسيلم” عن شاهد عيان من سكّان قرية عارورة في رام الله، في إفادة قدّمها أمام الباحث الميدانيّ إياد حداد، قوله: إن “السيّارة التي كانت أمامي، جيب سانغ-يونغ مدنيّ لونه كحليّ ولوحته فلسطينيّة اصطدمت فجأة بالسيّارة التي كانت أمامها، ونزلت من الجيب مجموعة من عناصر القوّات الخاصّة. كانوا ملثّمين ويرتدون الزيّ الأسود وسترات واقية وفي أيديهم بنادق”.
وأضاف “وكذلك نزلت مجموعة أخرى من سيّارة ثانية، ميني باص مرسيدس لونه أبيض، كانت أمام السيّارة التي أصيبت، حيث هجم جميع الجنود على السيّارة فأخذ سائقها في إغلاق النافذة، وسمعت 3-4 طلقات، أطلقت في تصويب مباشر على السّائق من مسافة قصيرة”.
وتابع “كان صوتها خافتًا جدًّا ولذا أعتقد أنّهم استخدموا كاتم صوت، حيث تحطّم زجاج النافذة وبعد ذلك فتحوا باب السيّارة وسحبوا السائق ثمّ ألقوه أرضًا”.
وشدد التحقيق علي أنه” “لا يوجد أيّ مبرّر لقتل البرغوثي خلال ذلك الحدث الذي يبدو أنّه كان عمليّة إعدام وليست عمليّة اعتقال. رغم ذلك وبناءً على التجارب السابقة، لن يحاسَب أحد في هذه المرّة أيضًا سواء جرى التحقيق في ملابسات استشهاد البرغوثي أم لا”.