طائرات الحوثيين المسيرة .. تحير الخبراء العسكريين عن مصدرها واماكن تصنيعها مؤكدين انها ذات تقنيات عالية جدا

اكد خبراء في هندسة صناعة الطائرات المسيرة إن بقايا الطائرة “المسيَّرة” التي استهدفت قاعدة العند اليمنية أظهرت أنها ليست من النوع “البسيط” الذي يمكن تزويده ببعض المواد المتفجرة خفيفة الوزن، وهو ما يثير بعض التساؤلات بشأن حقيقة ومدى ومصدر إطلاق تلك الطائرة.

وفي 10 يناير الجاري، استهدفت طائرة من دون طيار تابعة للحوثيين منصة لكبار قادة جيش الرئيس اليمني المستقيل والهارب عبد ربه هادي الذين يشكلون راس الحربة لعدوان التحالف السعودي الاماراتي، والذين كانوا يحضرون عرضاً عسكرياً في قاعدة “العند” العسكرية الاستراتيجية بمحافظة لحج جنوبي اليمن؛ وهو ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم وإصابة آخرين.
ويقول أحد الخبراء العسكريين: إن “الطائرات دون طيار أنواع عدة، منها ما يمكن إرساله عن قرب، وهي الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض ومدى قصير، وهذا النوع لا يُستخدم في الأعمال العسكرية الهجومية. أما الطائرات دون طيار التي تُستخدم في العمليات العسكرية، فلا بد لها من مدارج ومحطات تتحكم فيها، لأسباب عدة، منها أنها ثقيلة الوزن وقد تصل حمولتها إلى 100 كغم، وبعضها يزيد على ذلك”.
ومنذ ذلك الحين يصر تحالف العدوان ، الذي تقوده السعودية، على أن تلك الطائرات لم تدخل ميدان الصراع معه بالتأثير والفاعلية اللذين يؤكدهما الحوثيون، إذ دأب التحالف على التقليل من شأن هذه الطائرات، وتأكيد إما اعتراضها وإما إخفاقها في الوصول إلى أي هدف لها، أو سقوطها بعد إطلاقها، وذلك خلافاً للصواريخ الباليستية التي تمكن الحوثيون من تطويرها أو تصنيعها بمساعدة “إيران” ودعم خبراء من “حزب الله” في لبنان، كما يدَّعي التحالف.
لكن مسؤولين بالتحالف عرضوا في أوقات لاحقة، ما وصفوها بـ”بقايا” أو “أجسام كاملة” من بعض تلك الطائرات التي أُسقطت داخل الأراضي السعودية.
وعندما نجحت إحدى تلك الطائرات في استهداف منصة يقف عليها كبار القادة العسكريين، في قاعدة “العند” العسكرية الاستراتيجية، يبدو أن التحالف السعودي أخذ مسألة الخطر الذي تمثله هذه الطائرات على محمل الجد، فأعلن يوم 19 يناير الجاري، شن حملة جوية مكثفة على صنعاء، استهدفت ما قال إنها مراكز لتصنيع تلك الطائرات وتوجيهها.
ودأب انصار الله الحوثيون منذ بدء تحالف العدوان السعو ي الحرب في 26 مارس 2015، على قصف الأراضي السعودية بصواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى ٫ ولكن التطور الذي حدث في 28 فبراير 2017، حيث كشف الحوثيون عن تصنيعهم طائرات دون طيار ذات مهام “هجومية واستطلاعية، ورصد ورقابة”، مؤكدين أنها أُخضعت لتجارب “ناجحة في الميدان”.
واستطاع الحوثيون استخدام الطائرات المسيرة في عملية قصف نوعية تركت اثارا نفسية كبيرة على السعوديين والاماراتيين الاولى عندما قصفوا بطائرة مسيرة قصر الملك سلمان في الرياض في الواحد والعشرين من شهر ابريل – نيسان من العم الماضي والاخرى باستهداف مطار ابو ظبي في السابع والعشرين من شهر تمور يوليو في العام الماضي ٫ كما قاموا بعد شهر من ذلك بقصف مطار دبي وكل تلك العمليات جرى التكتم عليها من قبل النظامين السعودي والاماراتي .