اتفق المفاوضون الأمريكيون مع نظرائهم من حركة طالبان الأفغانية للانسحاب من افغانستان٫ في إطار مقترح لاتفاق سلام يضع حدا للصراع الذي استمر حوالي 17 عاما ٫ في وقت تسبب الصراع في خسائر هائلة في الأرواح، و أشارت إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن ما بين 6000 إلى 11000 مدني لقوا حتفهم جراء الصراع في أفغانستان منذ عام 2009.
وراى مراقبون ان جلوس المفاوضين الامريكيين مع طالبان وبدء المفاوضات المباشرة مع هذه الحركة التي تصفها بالارهابية ٫ هو بمثابة اعلان ضمني بفشل العمليات العسكرية الامريكية في افغانستان بعد 17 عاما من غزو افغانستان .
واستمرت المحادثات 6 أيام بين المفاوضين الأمريكين وممثلين لحركة طالبان في دولة قطر.
من جانبه جدد الرئيس الأفغاني دعوته لمفاوضات مباشرة مع طالبان، لكن دعوته قوبلت بالرفض المعتاد من قبل طالبان التي تصف الحكومة بأنها “دُمى” في يد الولايات المتحدة.
وحكمت الحركة أفغانستان في الفترة من 1996 إلى 2001.
وانتهى حكم طالبان باحتلال الجيش الأمريكي لأفغانستان عقب شن تنظيم القاعدة، التي اتخذت من البلاد مركزا لها، هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
ويرى محللون أن إحلال السلام المستدام في البلاد قد يستغرق سنوات طويلة.
وكان زالماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، في العاصمة كابول لإطلاع الحكومة الأفغانية على ما توصلت إليه المحادثات مع طالبان.
وقال خليل زاد لصحيفة نيويورك تايمز : “توصلنا إلى اتفاق على إطار عام يحتاج إلى بلورة حتى يتحول إلى اتفاق”.
وأضاف أن الاتفاق المقترح يقتضي أن تتعهد طالبان بألا تسمح أن تُستغل أفغانستان كبؤرة للإرهاب.
وتتضمن الاستراتيجية الأمريكية أيضا انسحابا كاملا للقوات الأمريكية من البلاد مقابل وقف إطلاق النار وتعهد طالبان بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية.
في المقابل، أكدت طالبان أن المفاوضات المباشرة مع الحكومة ممكنة بمجرد الاتفاق على موعد محدد لانسحاب القوات الأمريكية.