انتقد المغرد السعودي الشهير مجتهد التسريبات الصحفية التي نشرتها رويترز حول تفاصيل مقتله، معتبراً إنها متعاونة مع القاتل.
وقد أشار مجتهد في تغريدة له إن تقرير رويترز عن محادثة سكايب كان تسريبا من مصدر صنعه ابن سلمان وكان هو المتحدث وليس القحطاني، داعياً مخاطبيه لترقب تقرير آخر من رويترز يتهم بدر العساكر بتلقي الاتصالات والتنسيق مع القحطاني دون الرجوع لابن سلمان.
وكان مجتهد قد نشر سابقاً الأخبار التي نشرتها اليوم صحفية نيويورك تايمز حول عرض حزمة من الإغراءات لتركيا مقابل إسقاط قضية خاشقجي، منها مساعدات مالية واستثمارات كبيرة، ورفع الحصار عن قطر.
كما ذكر “مجتهد” إن ابن سلمان في حالة غضب وتوتر وارتباك وتشتت ذهني متحصن في قصره بحراسة هائلة وقرر أن يسحق أي محاولة لإبعادة أو التقليل من نفوذه كما فرض على والده حصاراً إضافيا ولا يدخل أحد إلا للضرورة القصوى مبعداً والدته لعسير في قصر أشبه بالسجن ومحاولات الأسرة للتحرك حتى الآن تافهة وبائسة.
وقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن طبيعة العرض الذي قدمه الأمير خالد الفيصل مستشار الملك سلمان على الأتراك خلال زيارته إلى تركيا من أجل طي قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصدر مقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الفيصل عرض إنهاء حصار قطر فضلا عن إغراءات مالية واستثمارات داخل تركيا مقابل طي ملف خاشقجي.
وأضافت: “إغراءات الفيصل تضمنت مساعدات لتحسين وضع الاقتصاد التركي (بسبب أزمة الليرة مع واشنطن)”
وذكرت وسائل إعلام تركية أن الشرطة عثرت على ملابس الصحفي السعودي جمال خاشقجي في منطقة قريبة من قنصلية بلاده بإسطنبول التي قتل فيها، بينما تواصل الشرطة البحث عن إحدى سيارات القنصلية بعدما عثرت على واحدة منها.
وقالت المصادر التركية إن الشرطة وجدت ملابس خاشقجي في حاوية قمامة بمنطقة ليفينت وعلى بعد كيلومتر واحد تقريبا من القنصلية السعودية، وتقوم السلطات حاليا بفحص الملابس بحثا عن مزيد من الأدلة
ونشرت شبكة “سي أن أن” الأميركية مقاطع مصورة تظهر مصطفى المدني، وهو أحد المشتبه بهم الـ15 في الجريمة، وهو يرتدي ملابس خاشقجي ويخرج من الباب الخلفي للقنصلية السعودية بإسطنبول بعد نحو 4 ساعات من دخول خاشقجي.
ونقلت الشبكة عن مصدر تركي أن المدني (57 عاما) الذي يماثل خاشقجي (60 عاما) في الطول والبنية الجسدية، “أُرسل إلى إسطنبول لتجسيد دور خاشقجي (بعد قتله)”، في محاولة للتستر على الحادثة.
والتقطت كاميرات المراقبة توجه “المدني” في ثياب خاشقجي إلى منطقة مسجد السلطان أحمد الشهيرة (وسط إسطنبول)، بعد ساعات من دخول خاشقجي إلى القنصلية.
وذكرت قناة سي إن إن ترك، اليوم الثلاثاء، أن المحققين الأتراك عثروا على حقيبتين تحويان المتعلقات الشخصية للصحافي السعودي جمال خاشقجي خلال تفتيش سيارة تابعة للقنصلية السعودية في اسطنبول.
وقال شاهد إن فريقا سعوديا كان يرافق المحققين الأتراك الذين أجروا التفتيش في مرآب السيارات الذي عُثر فيه على السيارة في حي سلطان غازي باسطنبول، أمس الإثنين.
وكانت فرق الأمن التركي عثرت، أمس، على سيارة تحمل لوحة دبلوماسية تعود للقنصلية السعودية، مركونة في المرآب. ولكنها لم تتمكن من تفتيشها بسبب عدم الحصول على تصريح من القنصلية.
ورصدت الشرطة التركية خلال تفحصها تسجيلات كاميرات، سيارة دبلوماسية ثانية تابعة للقنصلية السعودية أثناء دخولها للمرآب يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وبقيت لفترة في المرآب ومن ثم غادرت.
وفرضت الشرطة طوقا أمنيا حول المرآب منذ أمس وحظرت عمليات الدخول والخروج. كما تجري قوات الأمن التركي تفتيشا لمنزل مشبوه في ولاية يالوفا في قضية مقتل خاشقجي.
العثور على أجزاء من جثة خاشقجي
نقلت قناة “تي آر تي” عن ما اسمتها “مصادر تركية على صلة بمكتب المدّعي العام” المعلومات المتداولة حول العثور على أجزاء من جثة خاشقجي، مشيرةً إلى أنّ المحققين الأتراك لم يجدوا أجزاءًا من جثة خاشقجي في حديقة منزل القنصل السعودي.
كما أضافت المصادر نفسها أنّ الصورة التي جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي على أنّها الجثة مزيّفة.
وكانت قناة “سكاي نيوز” البريطانية، قد نقلت في وقت سابق اليوم الثلاثاء، عن مصادر لم تسمّها أو توضح صفتها، أنّه تم العثور على أجزاء من جثة خاشقجي.
وقالت مصادر لـ”سكاي نيوز”، أنّ بقايا جثة خاشقجي اكتشفت في حديقة منزل القنصل السعودي محمد العتيبي، مشيرة إلى أنّ جسد خاشقجي كان “مقطعاً” ووجهه “مشوهاً”.
يقتلون القتيل ويمشون في جنازته!
وقالت وكالة الأنباء السعودية “واس”، إن الملك السعودي سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، استقبلا أبناء خاشقجي، داخل القصر الملكي.
ونشرت الوكالة عبر حسابها على موقع “تويتر”، صورا للمقابلة بين الملك السعودي وولي عهده مع أفراد عائلة خاشقجي.
وعلق ناشطون بالقول “يقتل القتيل ويمشي بجنازته”، في اشارة الى مسؤولية بن سلمان عن مقتل خاشقجي.
وبعد لقائها بملك السعودية، تلقت عائلة خاشقجي اتصالا من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان واعدا بـ”القيام بكل ما هو ضروري” لـ”كشف ملابسات” قتله في قنصلية بلاده في اسطنبول.
وأوضح مصدر رئاسي لوكالات الأنباء اليوم الثلاثاء، أنه خلال هذا الاتصال مع عدد من أفراد عائلة خاشقجي، أعلن إردوغان أن تركيا “ستتابع هذه القضية” وأنه “سيتم القيام بكل ما هو ضروري لكشف ملابسات هذه الجريمة”، بحسب المصدر.
وأضاف المصدر أن الرئيس التركي أعرب عن “ألمه العميق” خلال هذا الاتصال لافتا الى أن إردوغان تحدث خصوصا الى أحد أبناء الصحافي عبدالله خاشقجي.
الأمم المتحدة: سنتخذ القرار المناسب إذا طلبت تركيا إجراء تحقيق
وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، إنها ستتخذ القرار المناسب إذا تقدمت تركيا بطلب رسمي لها لإجراء تحقيق في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده باسطنبول التركية.
وقال متحدث أممي: “استمعنا إلى خطاب الرئيس التركي اليوم ونريد تحقيقا قويا في مقتل خاشقجي”.
صورة لبن سلمان يقتل خاشقجي على طريقة داعش
هذا وتم تعطيل الموقع الإلكتروني لمنتدى مستقبل الاستثمار في السعودية، بعد قرصنته، ووضع المخترقون عنواناً يتهم ولي العهد محمد بن سلمان بأنه “أحد مصادر الإرهاب في العالم”.
ويظهر في الصورة التي وضعها الهاكرز على الموقع بن سلمان وهو يحمل سيفاً مخضباً بالدماء، ويقوم بقتل الصحفي الراحل جمال خاشقجي على طريقة تنظيم “داعش”.
وتلقى مؤتمر الاستثمار السعودي الذي كانت الرياض تعول عليه لجلب استثمارات عالمية، ضربة موجعة بعد انسحاب كبار الشركات والمسؤولين في العالم منه، عقب مقتل خاشقجي.
دعوات لمراقبة بعثات السعودية بألمانيا بعد مقتل خاشقجي
بعد أن طالب سياسيون ألمان المستشارة أنجيلا ميركل بوقف كل مبيعات الأسلحة للسعودية، دعا سياسي حكومة بلاده إلى وضع البعثات الدبلوماسية السعودية في البلاد تحت مراقبة كاميرات فيديو، بعد تأكد مقتل خاشقجي.
وقال إلمار بروك، من حزب المستشارة الألمانية “الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، الثلاثاء، في تصريح لصحيفة “بيلد” المحلية: إن “الأخبار فيما يخص قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أكثر من مقلقة”.
وأضاف السياسي الذي شغل فيما مضى عضوية لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي: “ينبغي علينا دراسة الأمر من الناحية القانونية؛ فيما إذا كان القانون يسمح بمراقبة السفارة السعودية وقنصلياتها بكاميرات الفيديو لنعرف ماذا يجري هناك في حالات الطوارئ”.
وكان وزير المالية الألماني ونائب ميركل أولف شولتز دعوا إلى وقف كل مبيعات الأسلحة للسعودية في الوقت الحاضر، بحسب التلفزيون الألماني “دويتشه فيله”.
لماذا لم تحذر الـ “CIA” خاشقجي من خطر ينتظره؟
اللافت أن المخابرات الأمريكية كانت على علم بمخطط أمر به بن سلمان نفسه ضد خاشقجي، من خلال رصد مسؤولين أمريكيين اعترضوا محادثات لمسؤولين سعوديين يخططون لاستدراجه من مقر إقامته في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة واعتقاله في إسطنبول، بحسب ما كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، يوم 11 أكتوبر 2018، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم، وهو الخبر الذي لم تقف عنده وسائل الإعلام كثيراً ومر مرور الكرام.
وبحسب الصحيفة، فإن خاشقجي الذي اختار الإقامة في الولايات المتحدة أبدى أمام العديد من أصدقائه تشكيكه في عروض قدمها له- بحسب التقرير- مسؤولون سعوديون مقربون من ولي العهد، وعدوه بمناصب حكومية رفيعة في السعودية وبتأمين الحماية له.
لكن المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، أكد أن بلاده لم تكن على علم مسبقاً بأي مخاطر تهدد خاشقجي، إلا أنه في المقابل قال إنه لا يستطيع التكلم في “مسائل الاستخبارات”.
وإذا كانت المخابرات الأمريكية بالفعل على علم بوجود مخطط كهذا فلماذا لم تبادر إلى تحذيره؟ أسئلة يطرحها متابعو القضية، خاصة أن ثبوت أي دور شخصي لمحمد بن سلمان في الجريمة سيسبب إحراجاً للمدافع الأكبر عنه في الولايات المتحدة؛ الرئيس دونالد ترامب، أم أن الأخير قد يكون اقتنع بمخطط بن سلمان، لا سيما أن الجريمة سوف تجري على أراضٍ غير أمريكية، ولكن افتضاحها عصف بالجميع؟
من جانبه طالب المتحدث السابق باسم مجلس الأمن الوطني الأمريكي، نيد برايس، بالتحقيق مع المخابرات الأمريكية لعدم تحذيرها خاشقجي مع علمها أنه معرض للخطر، بموجب القانون 191 من ميثاق عمل المخابرات الأمريكية.
وأوضح في تغريدة له بأنه “إذا كانت الاستخبارات حذرت خاشقجي أو لم تحذره بسبب المصالح العمياء مع السعودية، فإنه في كلتا الحالتين يجب التحقيق في الأمر”.
وبحسب الميثاق فإن على المخابرات الأمريكية تحذير أي شخص، سواء كان مواطناً أمريكياً أم من جنسية أخرى يقيم على أراضيها، في حال علمت أنه معرض للخطر.
@
وفي هذا السياق يقول خليل جهشان، مدير المركز العربي للدراسات في الولايات المتحدة، إن تصريح “واشنطن بوست” مصدره موظف سابق بالمخابرات الأمريكية، “وعادةً لا تنشر الصحيفة خبراً دون أن يكون هناك مصدران أو ثلاثة”، موضحاً في حديث لـ “الخليج أونلاين” أن “العملية وباعتراف السعودية جاءت ضمن برنامج سياسي لإعادة المعارضين للمملكة”.
ولدى سؤاله لماذا لم تحذر المخابرات الأمريكية خاشقجي، ذكر أنه “كان بإمكان المخابرات الأمريكية أو أي مؤسسة حكومية لو أرادت سياسياً، أو لديها حسن نية، أن تحذر خاشقجي من أنه في خطر، لكن يبدو أنه لم يكن هناك حسن نية لذلك”، مبيناً أن “أجهزة المخابرات يهمها حماية المصدر الذي سرب لها هذا الخبر، والذي يبدو من خلال تنصت داخل السعودية، والإدارة الحالية لا تريد أن تعترف أنها تتنصت حتى لا تدخل في مأزق قانوني أيضاً”.
وبين جهشان أن “جمال خاشقجي كان يشعر بأنه مستهدف، ولكن كان يظن أن سلطات بلاده لن تستهدفه لا في الولايات المتحدة ولا في تركيا”، كاشفاً عن أن مصادر تركية رفيعة المستوى حذرت الصحفي الراحل من دخول القنصلية، “لكنه كان مقتنعاً أن الرياض لن تقدم على عمل عدائي ضده على الأراضي التركية؛ لكونه يستهدف سيادتها”.
ومنذ الإعلان عن مقتل خاشقجي برز اسم بن سلمان كمتهم وحيد في القضية، حتى إن صحيفة “نيويورك تايمز” قالت إنه يوجد أدلة وقرائن تثبت تورطه في الجريمة.
وذكرت الصحيفة أن “الاستخبارات الأمريكية مقتنعة أن ولي العهد السعودي مسؤول بعد العثور على أدلة متزايدة تثبت صحة هذه الاتهامات، خاصة بعد وجود أعضاء من المقربين الأمنيين له ضمن دائرة اغتيال خاشقجي، علاوة على اعتراض مكالمات ورسائل تثبت وجود خطة سعودية لاحتجازه”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن سيطرة الأمير الكاملة على الأجهزة الأمنية تجعل من المستبعد أن تتم العملية دون علمه.