في تواصل فاضح في التدخل الامريكي في الشؤون الداخلية في العراق ومحاولات التاثير في الحوارات الجارية بين الكتل السياسية لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة المقبلة ٫ اجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتصالا مع رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ما اسماه الجانب الكردي، الجهود الرامية لانتخاب رئيس الجمهورية والحكومة العراقية الجديدة.
وقال بيان من حكومة اقليم كردستان إن الطرفين أكدا على تكثيف الجهود لإنجاح العملية السياسية في العراق، وأملا أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة استقرار سياسي وأمني وأن تعبر الحكومة الجديدة عن تطلعات وحقوق المكونات العراقية جميعها.
وحسب البيان، فإن بومبيو أكد أهمية دور الإقليم في المشاركة بالعملية السياسية العراقية وتشكيل الرئاسات الثلاث للبلد.
على صعيد متصل ٫ كشفت مصادر كردية عن “توافق سياسي” على تأجيل جلسة التصويت على انتخاب المرشح لمنصب رئيس الجمهورية إلى ما بعد اجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان المقررة في 30 أيلول/الجاري.
وذكرت المصادر أن عدم توصل الحزبين الكرديين الديمقراطي والوطني إلى اتفاق على تسمية مرشح واحد لشغل المنصب دفع بنيجيرفان بارزاني إلى الطلب من الكتل السياسية برغبة حزبه في التأجيل، مبينة أن الدستور نص على انتخاب رئيس الجمهورية خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما من أول انعقاد للبرلمان الجديد وأن عقد الجلسة بعد انتخابات الاقليم لا يزال ضمن السياقات الدستورية.
ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب العراقي جلسته الاعتيادية الثلاثاء، والتي خلا جدول أعمالها من أي إشارة إلى انتخاب رئيس الجمهورية مقتصرا على مناقشة موضوع تشكيل اللجان النيابية الدائمة ومناقشة الخدمات في البصرة.
وكانت النائبة السابقة عن حركة التغيير سروة عبد الواحد وسفير العراق لدى الفاتيكان عمر البرزنجي أعلنا ترشحهما رسميا لمنصب رئيس الجمهورية في مؤتمرين صحافيين منفصلين.
وفي سياق متصل، بحث نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان بارزاني مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مقر الأخير بالنجف موضوع تشكيل الحكومة المقبلة وانتخاب رئيسي الجمهورية والوزراء.
وأوضح بارزاني في تصريح مقتضب أن الأطراف الكردية لم تنه مباحثاتها بعد بشأن مرشحها لرئاسة الجمهورية، وأن اللقاء أكد على ضرورة انتخاب رئيس وزراء يتفق عليه العراقيون.
من جانبه، قال بيان من مكتب زعيم التيار الصدري إن الصدر شدد على ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة أبويّة ووطنية ولا تفرق بين مكونات الشعب العراقي.
وكان بارزاني الذي وصل مساء السبت العاصمة بغداد قد التقى بشكل منفصل كلا من حيدر العبادي ونوري المالكي واياد علاوي وهادي العامري وعمار الحكيم بحثا عن تأييد الكتل النيابية لمرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني لمنصب رئيس الجمهورية.
وعبر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، في بيان، عن استغرابه من زيارة وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني، برئاسة نائب رئيس الحزب نيجرفان بارزاني، إلى بغداد.
وقال البيان إنه “بخلاف ما يتطلبه توحيد المواقف، علمنا من وسائل الإعلام أن الوفد يتباحث مع الأطراف السياسية العراقية حول مسائل تتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، وخاصة منصب رئيس الجمهورية”.
البيان أضاف أن الاتحاد الوطني لم يتخذ بعد الإجراءات القانونية لتسجيل مرشحه لرئاسة الجمهورية انتظاراً لتوحيد المواقف، “لكن ما فعله الأخوة في الديمقراطي الكردستاني لا يتفق مع وحدة الموقف”.
وأكد البيان أن الاتحاد الوطني “لا يزال مصراً على العمل المشترك وتوحيد مواقف الأطراف الكردستانية بما يخدم المصالح العليا لشعب كردستان”.
من جانبه، قال المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، في بيان، إن وفد الحزب أبلغ المسؤولين في الاتحاد الوطني في آخر اجتماع بينهما أنه يرغب في أن يكون منصب رئاسة الجمهورية من حصته هذه المرة.
وتابع البيان أنه كان مقررا أن يرد الاتحاد الوطني على طلب الحزب، لكنه أعلن عن مرشحه للمنصب دون التشاور مع الديمقراطي والالتفات إلى طلبه.
البيان أضاف أن إصرار الاتحاد الوطني على الحصول على المنصب “غير مبرر”، وأن مطالبة الديمقراطي هو “كي يكون للمنصب دور أكبر ويكون حاميا لمصالح إقليم كردستان وينفع شعبه”.
