اعلنت الحكومة العراقية عن أسفها لاتخاذها القرار بحظر زراعة الارز الذي يستهلك كميات كبيرة من المياه، مؤكدة أن ليس لديها خيار آخر لمواجهة العجز في كميات المياه التي تصل العراق من خلال نهري دجلة بسبب قلة الاطلاقات المائيه فيه وتحويلها لملء سد اليسو التركي قرب الحدود الشماليه العراقية .
جاء قرار وقف زراعة الأرز والذرة الصفراء في العراق منذ يومين في إطار إجراءات تتخذها الدولة لمواجهة الشح المائي الذي تعانيه الدولة، وما يمثله من تهديدات لقطاع الزراعة، أبرزها حظر زراعة محاصيل استراتيجية ذات ربحية عالية أو هامة للاستهلاك المحلي مثل الأرز كون زراعتها تستهلك كميات كبيرة من المياه.
وأشار خطاب من وزارة الموارد المائية العراقية إلى مكتب حيدر العبادي، رئيس وزراء العراق، حصلت وكالة أنباء رويترز على نسخة منه الخميس، إلى أن الوزارة استثنت الأرز والذرة الصفراء من خطة زراعة المحاصيل الصيفية هذا الموسم لكونهما من المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه، وذلك لإعطاء الأولوية إلى توفير مياه الشرب للمواطنين.
يأتي شح تناقص المخزون المائي الذي يعانيه العراق لعوامل عدة، أبرزها أن العراق دولة المصب لنهر دجلة، فيعتمد في غالبية موارده المائية على مياه الأنهار والروافد التي تنبع وتتدفق من خارج حدوده.
وتفاقمت أزمة المياه في العراق في الفترة الأخيرة عقب بدء تركيا في ملء سد “اليسو” الضخم على نهر دجلة، وهو المشروع الذي اعتبرته أنقرة على صلة باعتبارات الأمن القومي.
لكن أنقرة أوقفت أوائل الشهر الجاري ملء خزان السد بصفة مؤقتة بعد شكاوى من الحكومة العراقية تتضمن أن السد يضر بحصتها من مياه نهر دجلة ويفاقم أزمة الشح المائي، ويتوقع أن يمد منطقة كبيرة جنوب شرق البلاد بالكهرباء.
ويسهم التغير المناخي، الذي يتضمن ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، في زيادة حدة الشح المائي في العراق. وتداول عراقيون صورا على وسائل التواصل الاجتماعي مطلع الشهر الجاري لأشخاص يعبرون النهر في بغداد سيرا على الأقدام بعد انخفاض منسوبه بسبب العوامل السابقة فضلا عن ظاهرة المد والجزر الطبيعية.
كما يعاني العراق من زيادة درجة ملوحة المياه، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي والزراعي، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الشح المائي في العراق.