في ضربة موجعة للمفوضية العليا للانتخابات ٫ اقر مجلس النواب في جلسة استثنائية عقدها بعد ظهر الأربعاء إجراء عملية فرز يدوي لأوراق التصويت في الانتخابات العراقية التي جرت في 12 من الشهر الماضي.
وجاءت جلسة المجلس تلك بعد يوم واحد من تأكيد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بأن خروقات جسيمة وقعت في الانتخابات.
وقد صوت المجلس في الجلسة التي عقدت بحضور 172 نائبا على عدد من مواد قانون التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب العراقي.
وشملت مواد التعديل إلزام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإعادة العد والفرز اليدوي لكل المراكز الانتخابية في عموم العراق، وانتداب تسعة قضاة لإدارة مجلس المفوضية يتولون صلاحيات مجلس المفوضين بدلا من مجلس المفوضية الحالي، على أن “يوقف أعضاء مجلس المفوضين الحاليين ومدراء مكاتب المحافظات عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق في جرائم التزوير التي أشار اليها مجلس الوزراء”.
قرار مجلس النواب بالغاء نتائج تصويت الخارج
كما نصت التعديلات على إلغاء نتائج تصويت الخارج لجميع المحافظات، فضلا عن انتخابات التصويت المشروط في مخيمات النازحين والحركة السكانية لمحافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى.
وأعطى التعديل للهيئة القضائية المشرفة صلاحية إلغاء نتائج بعض المراكز الانتخابية التي يثبت فيها وجود مخالفات تتطلب إلغاء نتائجها.
وكانت المفوضية أعلنت فوز تحالف “سائرون” الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية.
وبحسب النتائج النهائية، حصل تحالف الصدر على 54 مقعدا من إجمالي عدد مقاعد البرلمان وهو 329 مقعدا.
وجاء تحالف “الفتح” المرتبط بفصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران في المركز الثاني (47 مقعدا)، يليه ائتلاف “النصر” بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي في المركز الثالث (42 مقعدا).
وكان لعبادي قد اشار يوم امس الثلاثاء إلى أن تقريرا قُدم إلى الحكومة أوصى بإعادة فرز جزء من الأصوات يدويا، وأن مجلس الوزراء قد صوت على التوصيات التي رفعتها اللجنة المشكلة للنظر في الطعون.
تحذير من اتلاف او حرق صناديق الاقتراعات
ولكن الاعلامي والسياسي العراقي ازهر الخفاجي مرشح خاسر في قائمة الفتح ٫ قد اكد يوم امس في تصريح صحفي ٬ ان القوي التي نفذت عمليات التزوير واستخدام المال السياسي لحصد اصوات محطات كاملة في بعض مناطق الانتخابات لن تستلم لقرار مجلس النواب ولا لتاكيدات العبادي بان خروقات خطيرة حصلت في الانتخابات ٫ وستعمل بكل جهدها لمنع تحقق العد والفرز اليدوي لاصوات الناخبين ٫ وربما حتى بافتعال حريق يلتهم محتويات المخازن التي تم الاحتفاظ بصناديق الاقتراع فيها .
مضيفا ٫ بان الانتخابات الاخيرة تعد الاسوء في تاريخ انتخابات المجالس التشريعية في العراق ٫ ليس من ناحية التزوير ٫ فالتزوير كانت سمة ملازمة للانتخابات السابقة بقدر او باخر ٫ ولكن من حيث حجم افتضاح عملية التزوير وشراء المحطات الانتخابية ومن خلال اجهزة التصويت الالكتروني القابلة للاختراق .