الرضيعة ليلى الغندور، اسم جديد ينضم للائحة الشهداء الفلسطينيين في المواجهات المشتعلة منذ أسابيع على الحدود مع قطاع غزة بين متظاهرين سلميين وقوات الاحتلال الاسرائيلي. لكن ليلى ربما لن تبقى مجرد اسم في لائحة طويلة من الضحايا، فقد تتحول إلى أيقونة من بين بقية شهداء “مسيرات العودة الكبرى” بعدما أجج استشهادها بالغاز السام٫ الغضب المتصاعد ضد جرائم قوات الكيان الصهيوني.
وكانت غزة قد شهدات تظاهرات باسم ” مسيرات العودة الكبرى ٫ والتنديد بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة.
ليلى رضيعة فلسطينية لم يتجاوز عمرها ثمانية أشهر، استشهدت إثر استنشاقها غازا مسيلا للدموع شرق غزة بسبب قنابل الغازات الخانقة التي كانت تطلقها قوات الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين بالاضافة الى اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في اماكن قاتلة في الراس والصدر ٫ مما تسبب في استشهاد 61 فلسطينيا ، حسبما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية امس الثلاثاء . وفي خضم الانتقاد الكبير لطريقة تعامل الجيش الإسرائيلي مع المتظاهرين الفلسطينيين بمن فيهم النساء والأطفال والعاجزين، يطرح استشهاد ليلى من جديد موضوع مشاركة الأطفال في المظاهرات التي تشهد الكثير من العنف، خاصة مع انتشار صور لأطفال آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي استشهدوا برصاص الاحتلال الاسرائيلي.
مواقع التواصل الاجتماعي عجت بصور الصغيرة ليلى قبل وفاتها وكذلك خلال توديع أهلها لها في مشاهد مؤثرة، توضح انهيارا وحزنا عميقا لدى أم ليلى ووالدها، وتفاعل رواد فيسبوك وتويتر مع هذه الصور بطرق متباينة. فقد علق متابع على فيسبوك يقول: “إسرائيل تقتل كل من يتحرك على الأرض”، وأشاد متابعون على تويتر وفيسبوك بشجاعة أطفال غزة “الذين كبروا قبل الأوان، ويدافعون عن أرضهم المحتلة رغم صغر سنهم”. بينما دعا آخرون إلى محاكمة المسؤولين عن قتل ليلى كـ”مجرمي حرب”.
ويذكر التفاعل الكبير والتعاطف مع قصة ليلى الغندور بقصص أطفال فلسطينيين تحولوا إلى أيقونات في المشهد الفلسطيني، وأبرزهم محمد الدرة، الذي قتل خلال انتفاضة الأقصى عام 2000 وهزت صور مقتله، عندما كان يختبئ خلف والده، العالم وخلقت ضجة كبيرة. إيمان حجو الطفلة الرضيعة ابنة الثلاثة شهور، خلفت صورها وهي مقتولة أيضا موجة استياء وتعاطف كبيرين. وتوفيت إيمان وهي في أحضان والدتها بنيران الدبابات الإسرائيلية في قصف لمخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين.