الملك الاردني عبد الله الثاني يعيش دوامة ٫ تدهور علاقاته مع السعودية ٫ وهبوط اسهمه لدى الولايات المتحدة ٫ بعدما بات الرئيس ترامب مشغولا بالرهان على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتنفيذ المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة .
وبات السؤال الذي يلح على الملك والمسؤولين في عمان ٫ ماذا بعد ان بدات واشنطن تتجاهل دور الاردن رغم كل الخدمات الامنية والعسكرية والستخباراتية والسياسية التي قدمها الملك عبد الله خدمة لمشروعها المشترك مع اسرسائيل في المنطقة.
وكشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، عن وجود ثلاثة أسباب تقف وراء “الخلاف” السعودي الأردني الذي بدى واضحاً خلال الأشهر الأخيرة.
ونقلت الصحيفة في تقريرها عن مسؤول أردني رفيع المستوى قوله، إن أسباب الخلاف تكمن في “رفض الأردن إرسال قوات برية للمشاركة بالغزو السعودي لليمن قبل ثلاث سنوات”، واعتراضها على الحصار الذي فرضته المملكة والإمارات على قطر، خاصة أن هناك أكثر من 50 ألف أردني يعملون في الدوحة.
والسبب الثالث وراء الخلاف الأردني السعودي، وفق المسؤول، هو أن الأردن رفض المشاركة في الحملة على جماعة الإخوان المسلمين، حيث تعتبر عمّان أن احتواء المخابرات العامة للجماعة سراً أكثر فعالية من تلك الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات ضدها.
الملك عبد الله الثاني .. مواجهة تحد تجاهل ترامب لدور نظامه في المنطقة
وبحسب الكاتب في الصحيفة الأمريكية، ديفيد أغنتاويس، فإن الأردن – الحليف الأهم لأمريكا في المنطقة- يقف اليوم أمام تحد جديد ومدهش يتمثل بالعلاقة مع السعودية، فالرئيس دونالد ترامب وبتشجيع من “إسرائيل”، يواصل التحالف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي بات اليوم حليفاً مفضلاً لواشنطن، وهو ما دفع بعض الأردنيين إلى الشعور بأن واشنطن بدأت تتناساهم.
وأشار أن محمد بن سلمان بدأ يتحرك لاحتلال الفضاء السياسي الذي كان يحتله الأردن، حيث يحاول إعادة تسويق بلاده لتكون صوتاً للإسلام المعتدل، وهي المهمة التي ظلت المملكة الأردنية الهاشمية تلعبها طيلة عقود خلت.
كما أنه يحاول أن يكون عامل تغيير في العالم العربي، وهو أيضاً الدور الذي كان الأردن يمارسه، وأخيراً فإن بن سلمان، وبدعم من ترامب، يطرح نفسه على أنه الخيار المناسب للصفقة النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو ما أثار المخاوف الأردنية، وفق الكاتب.
السعودية رهان ترامب لصفقة القرن .. وتجاهل دور الملك عبد الله الثاني
ومما أثار مخاوف الأردن، هو أن ولي العهد السعودي يحاول أن يكون عامل تغيير في العالم العربي، وهو أيضاً الدور الذي كان الأردن يمارسه، لكن محمد بن سلمان وبدعم من دونالد ترامب يطرح نفسه أنه الخيار المناسب لصفقة القرن بين الإسرائيليين والفلسطينيين ويدفع باتجاه الضغط على الأردن للقبول بها.
ولقي إعلان ترامب القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي عاصفة انتقادات واسعة داخل الأردن وأن دبلوماسية ترامب “التخريبية” ستخلص مشاكل داخلية فيها.
ازمة اقتصادية خانقة وغموض المستقبل
ويعيش الأردن حالياً أزمة اقتصادية خانقة بسبب وجود نحو 1.3 مليون لاجئ سوري إضافة إلى لاجئين من دول عربية أخرى، يقابل كل ذلك العبء توتر العلاقات مع السعودية والإمارات اللتين كانتا تقدمان مساعدات مالية لعمان.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن مسؤول أردني رفيع قوله إن الوضع غير مسبوق؛ “الأحداث تتسارع والغموض هو سيد الموقف”.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن الدعم الأمريكي كان عاملاً مهماً للأردن ويفترض أن يستمر، فمن المتوقع أن يوقع الأردن والولايات المتحدة مذكرة تفاهم جديدة في الثالث عشر من هذا الشهر تتضمن تقديم مساعدات مالية جديدة لمدة خمس سنوات بحيث تصل قيمة المساعدات الأمريكية سنوياً للمملكة الأردنية إلى نحو 1.5 مليار دولار
وفي وقت سابق، كشف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن الوضع الاقتصادي والضغط الذي يمارَس على الأردن ناجمان عن المواقف السياسية، ولا سيما موقف المملكة من قضية القدس المحتلة.
واعتبر الملك خلال لقائه عدداً من طلبة الجامعة الأردنية، مؤخرا، أن جزءاً من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها بلاده، يعود إلى الضغط المطبق عليها بسبب مواقفها السياسية، مضيفاً: “وصلت لنا رسائل، مفادها (امضوا معنا في موضوع القدس ونحن نخفف عنكم)”.