نجحت روسيا بمشاركة 1600 شخص من المعارضة وممثلي الحكومة السورية والمراقبين ٫ في خلق مسار جديد لحل الأزمة السورية عبر إطلاق مؤتمر سوتشي (مؤتمر الحوار الوطني السوري) إلى جانب مسار الأستانة الذي تديره فعليا وبمساعدة تركيا وإيران دون أن يكون للأمم المتحدة أو الدول الغربية دور يذكر فيها.
وشكل نجاح المؤتمر ضربة موجعة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التي غابت عن المؤتمر بينما حضره دي مستورا ومندوبا تركيا وايران ٫و كما لم يؤثر غياب المعارضة السورية منصة الرياض في تحقيق خطوات عملية كبيرة على صعيد تحقيق حل سياسي للازمة في سوريا بعد سبع سنوات من القتال والدمار والتهجير .
خلص المؤتمر الذي انهى أعمال يوم 30 يناير/كانون الثاني 2018 إلى اصدار بيان عام من أهم ما جاء فيه: “اتفقنا على تأليف لجنة دستورية تتشكل من وفد الحكومة في الجمهورية العربية السورية ووفد معارض واسع التمثيل، وذلك بغرض صياغة إصلاح دستوري يسهم في التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254”.
المؤتمر كانت تعترضه منذ البداية مسألة المشاركة الكردية واستجابت روسيا لشروط تركيا باستبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية، كما أعطت روسيا لتركيا الضوء الاخضر للعملية العسكرية الجارية في منطقة عفرين مما مهد الطريق أمام المؤتمر.
وبرغم معارضة معارضة منصة الرياض للمعارضة السورية ٫ جاء المؤتمر بعد جولات من المفاوضات والمساومات بين تركيا وإيران وروسيا والحكومة السورية بهدف “المساعدة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية” المستمرة منذ سبع سنوات، بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتفق مع نظيريه الايراني والتركي على تنظيمه.
وقال بوتين في ختام القمة التي جمعته بالرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والايراني حسن روحاني في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في منتجع سوتشي إن هذا المؤتمر سيشكل “حافزاً” لدفع محادثات السلام في جنيف التي تشرف عليها الأمم المتحدة لتسوية الأزمة السورية.
وأوضح بوتين أن الزعماء الثلاثة أصدروا أوامر للأجهزة الدبلوماسية والأمنية والدفاعية في بلادهم بالعمل على تحديد شكل المؤتمر وموعده. وتولت الدول الثلاث عملية اختيار وغربلة ودعوة المشاركين في المؤتمر.
ورفض وفد المعارضة الذي وصل من أنقرة إلى مطار سوتشي للمشاركة في المؤتمر، مغادرة المطار ودخول المدينة، احتجاجا على تعليق شعارات المؤتمر التي تتضمن علم سوريا في المطار ومركز المؤتمرات. وقرر الوفد عدم المشاركة في المؤتمر والعودة إلى تركيا وفوّض الوفد التركي تمثيله في متابعة أعمال تشكيل لجنة الدستور. ولم تؤثر هذه العودة على مسار الاجتماعات في سوتشي.
وعلى صعيد اخر ٫ فان الحرب في سوريا باتت محصورة في مناطق محدودة وهي محافظة إدلب شمالي البلاد وفي الشرق على الحدود مع العراق والتحدي الأساسي الآن هو عملية إعادة بناء ما هدمته الحرب والتي تقدر كلفتها بأكثر من 200 مليار دولار.
الرئيسية / أخبار العالم / نجاح مؤتمر سوتشي لحل الازمة السورية ضربة موجعة للدول الغربية والمعارضة السورية منصة الرياض
الوسومالمعارضة السورية بوتين روسيا مؤتمر سوتشي للسلام
شاهد أيضاً
السوداني يتصل بالطبيب العراقي السيد محمد طاهر ابو رغيف ويدعو لانشاء صندوق لاعمار غزة
جدد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، يوم السبت، دعوة العراق إلى إنشاء صندوق لإعمار قطاع …