رئيس حكومة المنفي اليمنية تتهم الحركة الجنوبية بتنفيذ انقلاب في عدن بدعم من الامارات

اتهم احمد بن داغر رئيس وزراء حكومة هادي في المنفى – الرياض – الانفصاليين بقيادة انقلاب في عدن، داعيا دول ما يسمي التحالف العربي وخصوصا السعودية والامارات، إلى التدخل “لإنقاذ” الوضع في المدينة. واندلعت المواجهات بين قوات حكومة هادي المدعومة من السعودية من جهة، والقوات المؤيدة للانفصاليين المعروفة باسم “الحزام الأمني” والمدربة والدعومة من أيدي الامارات من جهة ثانية، بعدما حاولت وحدات تابعة لقوات حكومة هادي منع متظاهرين انفصاليين من دخول وسط المدينة للاعتصام.

ويحتج الانفصاليون على الأوضاع المعيشية في المدينة، وكانوا منحوا الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادي، عبر “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يمثلهم سياسيا، مهلة زمنية للقيام بتغييرات حكومية، متهمين سلطته بالفساد. وحذر المجلس في بيان الأسبوع الماضي من انه اذا لم يقم هادي المقيم في الرياض بتغييرات في حكومته، فان الانفصاليين سيستخدمون الشارع لإسقاط هذه الحكومة المعترف بها دوليا. وانتهت المهلة الزمنية صباح الأحد.
ويقود محافظ عدن عيدروس الزبيدي الحركة الانفصالية في الجنوب. وفي 12 ايار/مايو الماضي، شكل الانفصاليون سلطة موازية “لإدارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج” برئاسته.
والحراك الانفصالي يحظى بوجود قوي في جنوب اليمن، وعلاقاته متوترة منذ السنة الماضية مع حكومة هادي التي تمركزت في عدن بعد طردها من صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014 من قبل المتمردين الحوثيين.
وبحسب مصادر أمنية في عدن، فان قوات “الحزام الأمني” المؤيدة للانفصاليين تمكنت في خضم المواجهات من السيطرة على مقر الحكومة وأسر عشرات من العناصر الموالية لسلطة هادي.
وبحسب احصائيات اربع مستشفيات في عدن، قتل 25 شخصا واصيب 33 بجروح في الاشتباكات.
وقال شهود لوكالة فرانس برس إن المطار توقف عن العمل، والمدارس اغلقت ابوابها، وكذلك المحلات التجارية، وسط حال من الشلل التام في المدينة.
وبعد ساعات من المعارك، طلب الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي من قواته وقف اطلاق النار فورا والعودة الى ثكناتها. وافاد بيان رسمي صادر عن رئاسة الوزراء ان طلب وقف اطلاق النار يأتي بناء على محادثات أجراها هادي مع قيادة التحالف.
وتتلقى قوات حكومة المنفى دعما عسكريا من قوات التحالف العسكري في اليمن بقيادة المملكة السعودية. كما تتلقى قوات “الحزام الأمني” دعما مماثلا من التحالف، وخصوصا من الامارات التي تقوم بتدريب وتجهيز عناصرها.
وتقاتل قوات هادي وقوات “الحزام الأمني” معا الحوثيين الذين يسيطرون منذ سنوات على مناطق واسعة في اليمن .
ودع احمد بن داغر رئيس حكومة هادي ٫ التحالف إلى التدخل، قائلا إن على السعودية والامارات خصوصا “التعامل مع الأزمة في عدن التي تنحو شيئاً فشيئاً نحو المواجهة العسكرية الشاملة”، معتبرا ان هذا التدخل “شرط لإنقاذ الموقف”.
وعشية محاولة التظاهر والتي تلتها الاشتباكات، دعا التحالف في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية السعودية إلى التهدئة، بينما حذرت وزارة الداخلية اليمنية من التظاهر.
ورحب الانفصاليون في بيان بدا وكأنه أعد قبل المواجهات، بموقف التحالف. واشادوا في البيان الموقع من قبل “المجلس الانتقالي الجنوبي” بما اعتبروه “المساعي الكبيرة التي تقودها دول التحالف العربي في هذا الخصوص”.