كشفت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية، في عددها الصادر الأحد، النقاب عن أن “الموساد” الإسرائيلي، جهاز المخابرات الخارجية، قد بدأ مؤخرا حملة كبيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتحديدا عبر “فيسبوك” من أجل تجنيد عملاء له في دول المنطقة.
وكانت تقارير صحفية قد ذكرت خلال الفترة الماضية أن عدة عمليات جرت في الآونة الأخيرة على أراضي بعض الدول، وتحديدا في الدول العربية تم اتهام “الموساد” بالوقوف خلفها، منها تلك التي وقعت في إيران ضد علماء ومنشآت نووية إيرانية، بالإضافة إلى اغتيال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية، الشهيد محمود المبحوح، في إمارة دبي، وذلك في 15 شباط/ فبراير عام 2010.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية في تل أبيب، وصفت بأنها رفيعة المستوى، أنه بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي التي سادت الدول العربية عقب ما تسمى بثورات الربيع العربي، دفعت الموساد لتوسيع عمله وبات يبحث عبر شبكات التواصل عن عملاء عرب جدد، موضحة أن عمل المؤسسة الاستخباراتية انتقل من العمل السري للعام وأن بعض الإعلانات تندرج تحت صفة البحث عن العمل.
وأضافت الصحيفة بأن الموساد يستغل قدراته على اختراق حسابات المستخدمين في “فيسبوك”، ويتعرف بداية على تفاصيلهم الشخصية من حيث الجيل، ومكان السكن، واللغات التي ينطق بها، ومكان العمل، وحتى الهوايات.
ولفتت الصحيفة في سياق تقريرها إلى أن جهاز الموساد كان قد اختار صياغة الإعلان بغموض فجاء تحت عنوان: الحياة هي ما أنت تقرره، بعد ذلك يتوجه الموساد إلى الذين يريدون تغيير حياتهم، وإدخال تحديات إضافية إليها فيكتب: هل تبحث عن تغيير الحياة؟ أتريد أن تعمل أكثر؟ لتقديم سيرة ذاتية لوظائف عملياتية مختلفة في الموساد، ادخل هنا.
وعلى موقعه، أشارت الصحيفة، أن الموساد الإسرائيلي يقوم بنشر عدد من الوظائف التي تتطلب قدرات استثنائية جاء فيها: إذا كنت تمتلك الجرأة، الفطنة، والبراعة، فبإمكانك التأثير وإنجاز رسالة وطنية وشخصية، إذا كان بإمكانك أن تجازف، تفتن، وتحفز الناس، فقد تكون مجبولا من الطينة التي نبحث عنها، إذا توفر فيك كل هذا، فأبواب الموساد مشرعة أمامك، بالإضافة إلى ذلك، فإن من الوظائف الكثيرة المعروضة تبرز معرفة وإتقان اللغة العربية واللغة الفارسية، كما جاء في إعلان الموساد.
وكان الجنرال عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، قد كشف في تشرين الاول – اكتوبر الماضي ،عن اختراق الجهاز الذي كان يترأسه لعدد من الدول العربيّة من أبرزها مصر وتونس المغرب والعراق والسودان واليمن ولبنان وإيران وليبيا وفلسطين وسوريّة.
وقال يدلين، كما نقلت عنه القناة السابعة “الإسرائيليّة”، إنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة تمكنت من نشر شبكات جمع معلومات في تونس قادرة على التأثير السلبي أو الإيجابي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بهذه البلاد، بالإضافة إلى ليبيا والمغرب.
ولم يكشف الجنرال الإسرائيلي السابق، طبيعة هذه الاختراقات داخل المغرب، ولكنّ يدلين، الذي يترأس حاليًا معهدَ دراسات أَبحاثِ الأمنِ القومي، التابع لجامعة تل أبيب، والمرتبط ارتباطًا عضويًا بالمؤسستين الأمنيّة والسياسيّة في إسرائيل، أكّد قائلاً إنّ مصر هي الملعب الأكثر لنشاطات إسرائيل ، لافتًا إلى أنّ العمل تطور حسب المخطط المرسوم منذ عام 1979 حيث تمّ إحداث اختراقات سياسيّة وأمنيّة واقتصاديّة وعسكريّة في أكثر من موقع، على حدّ تعبيره.
وأشار أيضًا، كما أفادت القناة السابعة، إلى أنّ نشاط شعبة الاستخبارات العسكريّة من وراء خطوط الـ”عدو”، نجح في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائمًا ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة العداء داخل المجتمع المصري.
