ألغى مجلس الولايات الألماني الفقرة 103 من قانون العقوبات الألماني الخاصة بتوجيه إهانة إلى رؤساء وملوك الدول الأجنبية. وذاع صيت هذه الفقرة بعد قصيدة ساخرة كتبها مقدم برامج تلفزيوني ألماني تضمنت إهانة للرئيس التركي واتهمه فيها بالفيدوفيليا .
وأعلن مجلس الولايات الألمانية اليوم الاثنين (الأول من كانون الثاني/ يناير 2018) إلغاء الفقرة الخاصة بفرض عقوبة على من يوجه إهانة إلى رؤساء الدول الأجنبية اعتبارا من بداية العام الجديد.
وكان المجلس قدم مشروعا لإلغاء الفقرة 103 من قانون العقوبات والتي تفرض عقوبة خاصة على من يوجه إهانة إلى أعضاء وممثلي الدول الأجنبية، وتنص العقوبة على سجن المدان في هذه الحالة لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام.
وكانت هذه الفقرة احتلت عناوين الصحف في أعقاب اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراءات، بناء على هذه الفقرة، ضد المقدم التلفزيوني الساخر يان بومرمان الذي كتب قصيدة تضمنت إهانات خطيرة للرئيس التركي. غير أن القضية الجنائية الخاصة بهذه “القصيدة المهينة” تم وقفها.
ومن المنتظر أن تصدر محكمة ألمانية في هامبورغ حكمها النهائي في الدعوى التي رفعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الإعلامي الساخر يان بومرمان في العاشر من شباط/ فبراير المقبل. وكان بومرمان قد ألف قصيدة هجائية ضد أردوغان.
وكانت قد بدأت في هامبورغ في (الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016) محاكمة الإعلامي الألماني الساخر يان بومرمان بتهمة إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال قصيدة هجائية ضده. وشهدت المحكمة سجالا بين محامي بومرمان ومحامي أردوغان.
من جانبه، أشار كريستيان شيرتس، محامي بومرمان، إلى وقف الادعاء العام في مدينة ماينز الألمانية التحقيقات الجنائية ضد موكله مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وقال إن الادعاء نفى تهمة الإهانة، وأكد على ضرورة ألا تجتزأ مقاطع من أحد الأعمال الفنية من سياقها.
أما ميشائيل هوبرتوس فون شبرينغر، محامي الرئيس التركي، فأكد أن الادعاء العام في ماينز بولاية راينلاند بفالز غرب ألمانيا أوقف تحقيقاته ضد بومرمان لأنه لم ير وجود تعمد مسبق لدى بومرمان لإهانة أردوغان، وأوضح المحامي أن قضايا القانون الجنائي تختلف عن قضايا القانون المدني التي يكون الحديث فيها عما إذا كانت القصيدة تمثل هجاء أم لا.
واتهم المحامي شبرينغر سلطات التحقيق في ولاية راينلاند بفالز بأنها تعمدت الدفع بقضية إهانة أردوغان للتقادم، وقال إن قرار وقف التحقيقات اتخذ في وقت متأخر جدا بحيث لم يعد لديه وقت لبدء إجراءاته القانونية للطعن أمام المحكمة في قرار الادعاء بوقف التحقيقات. وأشار محامي أردوغان إلى أن مدة التقادم لا تزيد على ستة أشهر فيما يتعلق بالصحافة والإذاعة وأضاف: “بالنسبة لي فإن الأمر كان واضحا، لقد دفع الادعاء باتجاه التقادم”.
ورد شيرتس، محامي بومرمان، والذي يمثله أيضا في الشق الجنائي قائلا: “هذه الاتهامات سخيفة تماما، أرفض ذلك بكل تأكيد”.
ويسعى الرئيس التركي من خلال المحاكمة للتوصل لحظر القصيدة التي رأى فيها أردوغان إساءة له من جانب بومرمان الذي يقدم أحد البرامج بالقناة الثانية بالتلفزيون الألماني ” ZDF”.
وكانت محكمة هامبورغ قد أصدرت في أيار/ مايو الماضي قرارا مؤقتا بحفظ حقوق أردوغان قبل البت في الدعوى التي قدمها محاميه ضد بومرمان. وطالب محامي بومرمان المحكمة بأخذ السياق الزماني للقصيدة محل النزاع في الاعتبار. وأضاف قائلا إن الفحوى الرئيسية للقصيدة تكاد تركز على نقد طريقة تعامل الرئيس التركي مع حرية الرأي، مشيرا إلى الاعتقالات الأخيرة للصحفيين في تركيا.
ولكن محامي أردوغان رفض إدراج قصيدة بومرمان الهجائية لأردوغان تحت حرية الفن والرأي. وقال إن بومرمان انتهك بقصيدته وبشكل جسيم المادة الأولى من القانون الأساسي في ألمانيا “الدستور”، مضيفا أن “القصيدة تدوس على كرامة الإنسان، كرامة الإنسان ليست موضوع تفاوض”.
المصدر :DW