فيما اكد ان مايجري شرق اوكرانيا هو حرب حقيقية ، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تعارض بشكل قاطع انضمام أوكرانيا لحلف الناتو ، محذرا من محاولات جرّ أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي قد تؤثر سلبا في منظومة الأمن الأوروبي برمتها.
وأشار الوزير في مقابلة مع قناة “بلومبرغ” الاميريكية إلى أن هذه المسألة – انضمام اوكرانيا للناتو – لن تمس الأوكرانيين والناتو فحسب، بل روسيا أيضا.
وتابع: “لقد اقتربت أوكرانيا لحد لم تشهده سابقا من الحرب الأهلية. يجب البحث عن حل الأزمة عن طريق الأخذ بعين الاعتبار مصالح كل الأقاليم الأوكرانية”. وأضاف الوزير لافروف ، أن الانتخابات الرئاسية الاوكرانية المقرر إجراؤها في 25 مايو/أيار لا يمكن أن تكون شرعية ما دام العنف مستمرا.
حرب حقيقية شرق اوكرانيا
ووصف لافروف ما يحدث في جنوب شرق أوكرانيا بأنه حرب حقيقية، مشيرا إلى أنه “لا يجوز الجلوس إلى طاولة المحادثات ما دام إطلاق قذائف الهاون مستمرا”. كما شدد على ضرورة الاستيضاح كيف جرى استخدام السلطات الاوكرانية مروحيات تحمل علامات الأمم المتحدة ضد المحتجين في جنوب شرق البلاد.
وقال لافروف إن لدى موسكو شبهات جدية بشأن معلومات تفيد بوجود مرتزقة غربيين، وخاصة أمريكيين منهم، في أوكرانيا. وبهذا الصدد ذكر لافروف أن واشنطن نفت بشدة المعلومات عن وجود مرتزقة من شركات أمنية أمريكية خاصة في البلاد، لكن تكرار الأنباء بهذا الخصوص تجعل روسيا تهتم بتدقيق صحتها.
وردا على سؤال عما إذا كانت روسيا تستطيع اعطاء ضمان انها لن تغزو شرق أوكرانيا لضمه إلى أراضيها، قال لافروف أن الحديث ينبغي ألا يبدأ من “السؤال الافتراضي” حول قضية الضم، بل “من السؤال عن كيف سيشعر الناس بحالهم في هذا البلد”.
وتساءل لافروف قائلا : هل هناك من يمكن أن يضمن حقوق السكان الناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا، إلى جانب حقوق الرومانيين والبولنديين وأبناء القوميات الأخرى القاطنة في البلاد.
هذا وجدد الوزير الروسي التأكيد على أنه ليس لموسكو “أية رغبة” في أرسال قوات إلى أوكرانيا. كما شدد لافروف على ضرورة أن تحظى كل الأقاليم الأوكرانية بالتمثيل في المفاوضات، لكن بابها يجب أن تكون مغلقة أمام “اولئك الذين لطخوا أيديهم بالدماء”.
وأكد لافروف أن العقوبات الغربية ضد روسيا لن تغير موقف موسكو في الشأن الأوكراني، مع أنه أعرب عن اعتقاده بأن الغرب لا يفكر بجدية في فرض عقوبات اقتصادية ضد روسيا، “نظرا لمسؤولية الغرب عن الاقتصاد العالمي”.
ولفت الوزير إلى أن موسكو امتنعت حتى الآن عن فرض عقوبات رداعلى عقوبات الغرب، لكن إذا واصلت الدول الغربية سياسة العقوبات “غير المهنية والهستيرية”، فستكون روسيا مضطرة للتفكير في الرد عليها.
وجدد لافروف إصرار موسكو على ضرورة قيام السلطات في كييف بالإصلاح الدستوري قبل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وانتقد الوزير الروسي موقف الأوفر حظا من مرشحي الرئاسة بيوتر بوروشينكو الذي تعهد بإجراء إصلاحات عميقة في البلاد في حال فوزه بالانتخابات المزمع إجراؤها في 25 مايو /أيار الجاري ، وأعاد إلى الأذهان أن الاتفاقية التي توصل إليها الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وزعماء المعارضة الثلاثة في 21 فبراير /شباط الماضي كانت “منطقية بما فيه الكفاية، إذ كانت تقتضي تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء إصلاح دستوري وتبني دستور جديد، ومن ثم إجراء الانتخابات على أساس الدستور الجديد”.