أخبار عاجلة
الرئيسية / الشرق الأوسط / العراق / اقليم كردستان / مسعود البرزاني .. ” حلم ” الدولة الكردية ولد عنده في الطفولة في ” مهاباد ” و ” تبخر ” في السبعين من عمره في كردستان العراق

مسعود البرزاني .. ” حلم ” الدولة الكردية ولد عنده في الطفولة في ” مهاباد ” و ” تبخر ” في السبعين من عمره في كردستان العراق

الرئيس مسعود بارزاني الذي أعلن الأحد تنحيه عن السلطة، كان يعد مؤسس إقليم الحكم الذاتي لكردستان العراق، لكنه استحق لقب ” المسؤول الأول عن سقوط حلم الدولة الكردية ” بمغامرته الخطيرة الاخيرة باصراره علي المضي في تنفيذ استفتاء انفصال كردستان شمال العراق مراهنا علي الدعم الاسرائيلي له .

فيما استخف البرزاني بمعارضة الحكومة الاتحادية والبرلمان الاتحادي وتحذيرات قوات الحشد الشعبي بتوجيه ضربة موجعة اليه اذا اصر على الاستفتاء وضم كركوك لكردستان ٫ بالاضافة الى رفض اقليمي ودولي لتلك المغامرة التي نفذها في الخامس والعشرين من شهر ايلول – سبتمبر الماضي ٫ ولم يتخيل بارزاني أنه سيصل إلى اليوم الذي سيخسر فيه ما بدأ ببنائه قبل 26عاما.
ينحدر البرزاني ابن الحادية والسبعين عاما من عائلة لطالما قاتلت من أجل استقلال الأكراد، وهو ابن مصطفى بارزاني، الزعيم التاريخي للحركة الكردية في العراق والذي حمل ايضا لقب جنرال منحه إياه الجيش السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية.

 

احلام الطفولة في مهاباد تبخرت في كردستان شمال العراق

لم ينس أبدا أنه ولد في “جمهورية كردستان الأولى” في مدينة مهاباد الإيرانية، التي استمرت عاما واحدا فقط قبل أن تنهيها القوات الإيرانية.
وخلف والده في العام 1978، كرئيس للحزب الديموقراطي الكردستاني الذي تأسس في العام 1946. ولكن قبل ذلك كان السياسي المخضرم جلال الطالباني يقف له بالمرصاد والذي أسس في العام 1975 الاتحاد الوطني الكردستاني، كممثل للبرجوازية الكردية في المدن الكبرى، خصوصا في السليمانية، ليصبح منافسه اللدود فيما بعد.
وفي خضم الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، تعاون الحزبان مع إيران، لكن الثمن كان غاليا. فشن صدام حسين حملة الأنفال ضد الاكراد العراقيين فهجر عشرات الآلاف منهم، وقصف حلبجة بالسلاح الكيميائي، ما أسفر عن خمسة آلاف قتيل في العام 1988.
بعد هزيمة صدام حسين في حرب الخليج الأولى (1990)، انتفض الأكراد مرة جديدة، ولكن الأمور انقلبت ضدهم مجددا. وبعد ذلك، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 688 الذي يحظر على القوات الجوية العراقية التحليق فوق خط العرض 36، مطالبا بإنهاء القمع ضد الأكراد.
وكانت تلك اللحظة التي ينتظرها مسعود بارزاني. فشكل كيانا مستقلا تقاسم فيه السلطة مع الاتحاد الوطني الكردستاني. بيد أن التنافس بين الزعيمين، بارزاني وطالباني، تحول إلى حرب أهلية بين العامين 1994 و1996. بعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، قام الأكراد بتوحيد إدارتهم.
وعرف عن مسعود بارزاني أنه سياسي عنيد ومغامر إلى أبعد الحدود وهو ما اوصله الى الهزيمة وخسارة جميع منجزاته السياسة ونمو حالة غضب شعبي كردي ضده بعد هزيمته في كركوك على يد الجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية . وكانت مغامرة الاستفتاء اخر تلك المغامرات والتي وضعت ختمة دراماتيكية لحياته السياسية بعد عناده واصراره على إجراء استفتاء لاستقلال كردستان شمال العراق في 25 أيلول/سبتمبر الماضي، رغم معارضة بغداد ودول المنطقة والعالم.

 

غضب الحكومة المركزية فاجا البرزاني بتقدم عسكري وخسارة كركوك وابار النفط

غضب بغداد ترجمته الحكومة الاتحادية تقدما عسكريا باتجاه الإقليم، مستعيدة غالبية المناطق المتنازع عليها مع أربيل والتي سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية في خضم مواجهة مقاتلي تنظيم داعش في عام 2014، وخصوصا محافظة كركوك الغنية بالنفط.
بعد فوزه في الانتخابات غير المباشرة في العام 2005، أعيد انتخاب بارزاني مرة أخرى في العام 2009 بنحو 70 في المائة من الأصوات في أول انتخابات عامة، ليبدأ ولاية جديدة من أربع سنوات. وبعد انقضاء المدة، مدد البرلمان الكردستاني ولاية بارزاني لعامين.
لكن مع بداية الأسبوع الحالي، قرر البرلمان تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، وتجميد عمل هيئة رئاسة الإقليم. وصدر قرار تجميد الأنشطة الرئاسية لبارزاني بسبب عدم تمديد برلمان الإقليم ولايته الرئاسية مجددا بشكل قانوني، الأمر الذي ينهي صلاحياته الرئاسية.
ابن البيشمركة الذي قاتل نظام صدام حسين، لم يقاتل اليوم بل تسبب بهزيمة مدوية لقيادته وللبيشمركه . وبدأت حدود الإقليم التي توسعت في أعقاب تقدم القوات الكردية خلال قتالها تنظيم داعش الوهابي ٫ بالانحسار مجددا إلى الخط الأزرق الذي تم تحديده في العام 2003 .

هيمنة على دهاليز السياسة والمناصب وبناء امبراطورية مالية بمليارات الدولارات

وخلال فترة رئاسته لاقليم كردستان ٬ هيمن بارزاني بشكل كبير على دهاليز السياسة في الإقليم، وسعى إلى أن تكون لعائلته اليد الطولى في المناصب والاقتصاد وبنى امبراطورية مالية متخمة بعشرات المليارات من الدولارات في البنوك الاجنبية وعقارات وابراج سكنية وفلل واراض في كردستان العراق وفي العواصم الغربية وفي دبي ٫ كما اثرى ابناؤه بشكل خيالي بالاضافة الى احتكارهم المناصب الامنية والعسكرية بالاضافة الي امبراطورية مالية حققها ابن شقيقه نجيرفان بارزاني الذي يتولى رئاسة الحكومة الى جانب مسرور، نجل مسعود، رئيس مجلس الأمن القومي في كردستان وله كلمة الفصل في أجهزة الاستخبارات الكردية الذي يعد من ضمن قائمة اصحاب المليارات مع ابن عمه نيجرفان برزاني .

خطآ استراتيجي .. راهان البرزاني على ضعف الحكومة المركزية

دبلوماسي غربي كشف أنه حين طلب من بارزاني اثناء لقائه معه تأجيل مشروع الاستفتاء، أجابه رئيس الإقليم “لا أستطيع، لدي فرصة لن تأتي مرة أخرى. بغداد لا تزال ضعيفة لكنها تزداد قوة، وبعدها سيفوت الأوان”. وأضاف “لا أستطيع التراجع وأعتقد أن الدول التي تنصحني بعدم إجراء الاستفتاء ستدعمني بعد ذلك”. وكان ذلك الخطأ الكبير.
ويقول المحلل السياسي كيرك سويل، ناشر مجلة “إنسايد إيراكي بوليتيكس”، إن رهان بارزاني لم يكن إلا “استنادا إلى دائرة ضيقة من المستشارين”.

 

البرزاني وحزبه .. عزلة كردية وعراقية واجنبية .. ورهان خاسر على وعود مستشارين الاسرائيليين

أما بالنسبة إلى المحلل المختص بالشؤون الكردية موتلو سيفير أوغلو، فإن بارزاني وضع الأكراد في موقف صعب، بعدما “أخطأ في قراءة الموقف وتفسير الرسائل”، ما جعله وحزبه معزولين داخل العراق وخارجه.
كما لايفوت المراقبين ان البرزاني راهن بشكل مخيف على قدرة اسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة في تامين دعم غربي له في مشروع الانفصال ٫ خاصة وان من بين مسنشاريه اسرائيليون من اصل كردي ٫ ضمنوا له هذا الدعم بعدما حققوا له دعما من الادارة الامريكية ومن البنتاغون طيلة السنوات الماضية ٫ فاعتقد واهما ان وعود هؤلاء الاسرائيليون سيحققون له حلم الحصول على دعم غربي وبشكل خاص امريكي لتشكيل الدولة الموردية
قد تكون حقبة شخص مسعود بارزاني قد انتهت، لكن تأثير عائلة بارزاني في المشهد السياسي الكردستاني لم ينته بكل تأكيد. فأولاد وأحفاد البارزاني كثر وحصلوا على تعليم وتأهيل سياسي ودبلوماسي وعسكري غير مسبوق ما يجعلهم قادرين على تولي المناصب في كل الظروف. إلى جانب أن القيادة التقليدية للحزب الديمقراطي الكردستاني، من أقدم الأحزاب السياسية العراقية” كانت وستبقى لعقود قادمة بيد عائلة بارزاني، يتغير فقط الاسم الأول، أما الاسم العائلي فيبقى بارزاني.

عن شبكة نهرين نت الاخبارية

شبكة نهرين نت الاخبارية.. مشوار اعلامي بدأ في 1 يونيو – حزيران عام 2002 تهتم الشبكة الاخبارية باحداث العراق والشرق الاوسط والتطورات السياسية الاخرى والاحداث العالمية ، مسيرتها الاعلامية الزاخرة بالتحليل والمتابعة ، ساهمت في تقديم مئات التقارير الخاصة عن هذه الاحداث ولاسيما عن العراق ومنطقة الخليج والشرق الاوسط ، مستقلة غير تابعة لحزب او جماعة سياسية او دينية ، معنية بتسليط الضوء على التطورات السياسية في تلك المناطق ، وتسليط الضوء على الدور الخطير للجماعات الوهابية التكفيرية وتحالف هذه الجماعات مع قوى اقليمة ودولية لتحقيق اهدافها على حساب استقرار المنطقة وامنها .

شاهد أيضاً

أبوعبيدة: بعد مرور 200 يوم من المعركة لا زال العدو عالقا برمال غزة .. و” الوعد الصادق” أصابه بالذعر

أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام أن رد إيران بحجمه وطبيعته وضع قواعد جديدة وأربك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *