كشفت تقرير لرويترز ٫ نقلا عن مسؤولين بالأمن وموظفي إغاثة أن السلطات العراقية تحتجز 1400 زوجة أجنبية وطفل لمن يشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم “داعش” بعدما نجح قوات الحشد الشعبي والجيش والشرطة الاتحادية تحرير الموصل وتلعفر ومناطق اخري في محافظة نينوى والتي انطلقت عملياتها العسكرية منذ اكتوبر – تشرين الاول عام 2016 وانتهت قبل نحو اسبوعين بتحرير تلعفر .
وقال العقيد أحمد الطائي من قيادة عمليات محافظة نينوى “نحتجز عائلات داعش في ظل إجراءات أمنية مشددة وننتظر أوامر الحكومة بشأن كيفية التعامل معها”. وأضاف أن السلطات تعاملهم معاملة جيدة وأنها عائلات لمجرمين قتلوا أبرياء بدم بارد. لكنه ذكر أن النساء عند استجوابهن يتضح أن دعاية التنظيم المتشدد ضللتهن.
وقال مسؤول من وزارة الداخلية إن العراق يريد التفاوض مع سفارات النساء والأطفال بشأن عودتهم. وأضاف “لا يمكننا مواصلة احتجاز هذا العدد الكبير لفترة طويلة”. وقال صلاح كريم وهو ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي إن المسؤولين أحصوا حتى الآن 13 جنسية على الأقل.
ورأى صحفيون من رويترز مئات الأطفال والنساء يجلسون في خيام داخل ما وصفه موظفو إغاثة بأنه “موقع عسكري”. وكانت لغات النساء التركية والفرنسية والروسية .
وقالت سيدة منقبة من أصل شيشاني تتحدث الفرنسية “أود أن أعود (إلى فرنسا) لكن لا أعرف كيف” موضحة أنها كانت تعيش في باريس من قبل. وأوضحت السيدة أنها لا تعرف ما حدث لزوجها الذي أحضرها إلى العراق عندما انضم للتنظيم. وقال ضابط أمني إن معظم النساء وأطفالهن استسلموا مع أزواجهن لقوات البشمركة الكردية قرب مدينة تلعفر بشمال البلاد.
قال ضباط اخر من الجيش العراقي والمخابرات إن الكثير من النساء المحتجزات المنتميات لتنظيم “داعش” قادمات من دول سوفيتية سابقة مثل طاجيكستان وأذربيجان وروسيا. وهناك آسيويات وبينهن أيضا عدد “قليل جدا” من فرنسا وألمانيا كما أن هناك الكثيرات من تركيا.
وتحتجز السلطات العراقية النساء والأطفال في معسكر عراقي جنوبي الموصل. ووصل أغلب النساء والأطفال إلى المعسكر جنوبي الموصل منذ 30 أغسطس/ آب عندما طردت القوات العراقية – قوات الحشد الشعبي والجيش والشرطة الاتحادية- تنطيم داعش الارهابي من الموصل.
وقال ضابط بالمخابرات العراقية إن الجهاز بصدد التأكد من جنسياتهن مع بلدانهن خاصة لأن نساء كثيرات لم تعد بحوزتهن وثائق أصلية. وقال موظف إغاثة إن تلك أكبر مجموعة من الأجانب الذين لهم صلة بالتنظيم تحتجزهم السلطات العراقية منذ أن بدأت في طرد “داعش الوهابي” من الموصل وغيرها من المناطق في شمال العراق العام الماضي .
كما سلمت قوات البشمركة النساء والأطفال للقوات العراقية لكنها احتجزت عناصر داعش ورفضت تسليمهم للحكومة الاتحادية في بغداد. وفرّت أسر كثيرة إلى تلعفر بعدما طردت قوات الحشد الشعبي والجيش والشرطة الاتحادية٫ التنظيم الارهابي وحلفائه منفلول البعثيين من الموصل. وهي المدينة التي استعادتها القوات العراقية قبل اسبوعين وأغلب سكانها من التركمان الشيعة. وكان أغلب سكان تلعفر الذين بلغ عددهم نحو 200 ألف نسمة قد نزحزا منها قبل الحرب ولم يتبق بها الا عوائل فلول البعثيين من اعوان نظام صدام الذين التحقوا بداعش ومهدوا لعناصره الارهابية احتلال تلعفر في حزيران عام 2014 .