أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار العالم / وزير الداخلية الالماني يطلق دعوات استفزازية ضد ” الهوية الاسلامية ” متفاخرا بصلة ثقافته باسرائيل

وزير الداخلية الالماني يطلق دعوات استفزازية ضد ” الهوية الاسلامية ” متفاخرا بصلة ثقافته باسرائيل

اثارت التصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير حول مفهوم “ريادة الثقافة الألمانية” وقوله : ان “الألماني لا يرتدي برقعاً أو نقاباً” في تعريض بالمجتمعات الاسلامية ، أثارت جدلا داخل المجتمع الألماني، وخاصة بين المسلمين وفي أوساط الجاليات العربية بالإضافة إلى اللاجئين، حيث وصف بعضهم الخطاب بـ”المستفز”.

وكان الوزير الألماني قد صرح في مقال له تم نشره الأحد الماضي (30 أبريل/ نيسان) في صحيفة “بيلد أَم زونتاغ الألمانية”، أنه يريد أن يدعوا إلى نقاش حول بعض الأطروحات عن “ريادة الثقافة الألمانية”، وذكر دي ميزيير في مقاله عشر نقاط معتبرا أنها “جزء من الثقافة الألمانية الرائدة”، وجميعها تتمحور حول عادات وتقاليد ألمانية اجتماعية، منها -بحسب ما كتب الوزير الألماني- “أن يصافح الناس بعضهم البعض ويُظهرون وجوههم ويذكرون أسماءهم، ولاحظ الوزير الألماني المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي (حزب المستشارة ميركل) أن “الألماني لا يرتدي برقعاً أو نقاباً”.
واشاد الوزير بمميزات وخصوصيات ما وصفه ب “الثقافة الألمانية الرائدة” المنبثقة من الإرث التاريخي الألماني وعلاقته بإسرائيل ( …. ) واهمية تأثير الدين المسيحي في ألمانيا.!!

فهم خاطئ لمفهوم الريادة

وأستخدم دي ميزيير في حديثه مصطلح “Leitkultur” بمعنى أن الثقافة الألمانية يجب أن تكون السائدة، وهو ما أثار غضب البرفسور بسام طيبي، المحاضر السابق في قسم العلوم السياسة بجامعة غوتنتغن، والذي يعود المصطلح الذي استخدمه الوزير الألماني له، وأطلق طيبي مصطلح “Leitkultur” في العام 1998، حيث قصد به حرفيا ” الثقافة التي تقود”، وأوضح المحاضر الجامعي، من أصل سوري أن الثقافة هنا “لا تعني أنها مهيمنة، أو سائدة على بقية الثقافات” كما فهمها الوزير الألماني واستخدمها، بل تعني أنها “ترشد الثقافات الأخرى بدون شدة أو تسلط، وهو ما تم استخدامه بشكل معكوس في كلام الوزير دي ميزيير”، وتابع الطيبي أنه من أجل تطبيق هذه الثقافة يتحتم وجود شروط لها أهمها الديمقراطية، وحرية الإنسان، وفصل الدين عن الدولة.

الثقافة العربية ليست
محصورة بالنقاب

من جهته أكد الكاتب من أصل فلسطيني حسن خضر أن ما ذكره الوزير الألماني يمكن فهمه ضمن السياق العام، من حيث أن الدولة ترى أن النقاب هو أمر لا يمثلها، فمن الطبيعي أن ترفض النقاب داخل أروقتها وفي الدوائر الحكومية. إلا أن الكاتب ورئيس تحرير مجلة الكرمل رفض حصر الثقافة العربية بموضوع النقاب فقط، وقال: “الثقافة العربية أكبر من موضوع النقاب، وأرفض أن يتم حصر هذه الثقافة وكأنها ثقافة برقع فقط”.

“خطاب مستفز”

مؤنس بخاري، المدير التنفيذي في مركز الاندماج في برلين Integration HUB e.V اكد على أن الخطاب الذي اتبعه الوزير الألماني كان “مستفزا ولا يساعد على الاندماج، بل أنه يشجع على القطيعة”. ويقول بخاري، وهو أيضا لاجئ سوري “أن الاندماج لا يعني أبدا الذوبان في المجتمع أو الثقافة السائدة كما يصفها الوزير، بل يعني بالنسبة له فهم الثقافة التي تدور من حولك، وكيفية التعاطي معها، والتواصل مع الآخرين”.
وأكد بخاري أنه وفور قراءته لما كتبه الوزير دي ميزيير حاول معرفة رأي بقية اللاجئين السوريين بشأن هذه التصريحات، وتفاجأ بأنهم لم يعطوا للموضوع أيه أهمية، وتجاهلوه تماما “كما أنه لم يُشد لمتابعته” وهذا يدل على أن الخطاب كان موجها لفئة معينة من الألمان الذين يهتمون بهذا الكلام، واستغرب بخاري صدور هذه الأقوال من الوزير مع اقتراب الانتخابات في ألمانيا، وقال أنه تفاجأ بها.
المجتمع الألماني متعدد الثقافات
من جهته أكد مستشار شؤون الاندماج في مدينة دوسلدورف، عاصمة ولاية شمال الراين وستفاليا، محمد عسيلة أنه آن الآوان للساسة الألمان أن يتوقفوا عن تغليب ثقافة على أخرى، خاصة إن كانت مسيحية، وقال عسيلة إن المستشارة الألمانية والرئيس الألماني السابق غاوك أكدوا مرارا على أن الإسلام هو جزء من ألمانيا، كما اعتبر أن ألمانيا هي بلد متعدد الثقافات، لذلك فإن هذا الكلام لا يخدم الاندماج كما يطالب به الوزير الألماني.

رفض حوار الخوف

وقال عسيلة وهو من أصل مغربي: “إن الحوار الذي أطلقه الوزير دي ميزيير مبني على الخوف، والحوار المبني على الخوف لا يعطي أمورا إيجابية”. مؤكدا على “أن المسلمين في ألمانيا يريدون الاندماج، وهم يرون أيضا أن النقاب في ألمانيا قد لا يخدم الهدف المراد منه، لذلك يتفهمون أية مخاوف يهذا الصدد. وتابع “إلا أنه ومن أجل إنجاح أي حوار حوله يجب أن يكون المسلمون أيضا جزءا من هذا الحوار، كما يجب أيضا أخذ رأي المرأة بالموضوع وعدم إبقائها مهمشة”.

اسرائيل ليست هوية للثقافة

ُيذكر أن الوزير الألماني أكد في مقاله أيضا على العلاقات القوية مع إسرائيل، إلا أن الكاتب خضر انتقد هذه الأقوال، قائلا إن العلاقات بين الدول هي أمر سياسي، تحدده المصالح القائمة بين البلدان، ولا يجب فرضها ثقافيا، مضيفا “حتى لو كان هذا الكلام بناء على التاريخ الألماني وظروف المحرقة، فإن محاولة فرضه ثقافيا هو أمر خاطئ”.

المصدر : DW

عن شبكة نهرين نت الاخبارية

شبكة نهرين نت الاخبارية.. مشوار اعلامي بدأ في 1 يونيو – حزيران عام 2002 تهتم الشبكة الاخبارية باحداث العراق والشرق الاوسط والتطورات السياسية الاخرى والاحداث العالمية ، مسيرتها الاعلامية الزاخرة بالتحليل والمتابعة ، ساهمت في تقديم مئات التقارير الخاصة عن هذه الاحداث ولاسيما عن العراق ومنطقة الخليج والشرق الاوسط ، مستقلة غير تابعة لحزب او جماعة سياسية او دينية ، معنية بتسليط الضوء على التطورات السياسية في تلك المناطق ، وتسليط الضوء على الدور الخطير للجماعات الوهابية التكفيرية وتحالف هذه الجماعات مع قوى اقليمة ودولية لتحقيق اهدافها على حساب استقرار المنطقة وامنها .

شاهد أيضاً

مسؤولون إسرائيليون ينتقدون حجم الهجوم التخريبي في إيران : ” مسخرة “!

اعلن مصدز عسكري في ايران ان الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت، فجر اليوم الجمعة، مسيرات صغيرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *