أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار العالم / من وقائع الحرب الثمان سنوات .. جندي ايراني يلتقي جنديا عراقيا انقذ حياته في معركة خرمشهر بعد 20 عاما

من وقائع الحرب الثمان سنوات .. جندي ايراني يلتقي جنديا عراقيا انقذ حياته في معركة خرمشهر بعد 20 عاما

في واحدة من اروع صور التاخي بين جندي عراقي اخر ايراني لم تفرقهما حرب عدوانيية شنها نظام صدام ضد الجمهورية الاسلامية ٫ وهي الحرب التي استمرت 8 سنوات، والتي تعد من أشد الحروب المعاصرة دموية وفتكا وتدميرا، حيث سجل جندي إيراني وآخر عراقي سجلا خالدا من التاخي والمودة.

بدأت القصة في أوج احتدام الحرب العراقية الإيرانية خلال معركة خرمشهر، وكان الجندي العراقي واسمه نجاح، متمترسا في أحد خنادق الجيش العراقي في تلك المنطقة.
أما “زاهد”، وهو فتى إيراني في الثالثة عشر من عمره، فقد كان في الطرف المقابل، هرب من عنف أسرته والتحق بالجيش الإيراني ودخل أتون تلك الحرب الضروس واكتوى بلهيبها.
كانت مهمة زاهد، الجندي الإيراني الصغير في جبهة خرمشهر، إخراج جثث الجنود العراقيين من الخنادق وردمها في قبور جماعية.
وفي معركة خرمشهر، دمر الإيرانيون تحصينات الجيش العراقي، واقتحموا خنادقه الواحد تلو الآخر، وفي أحدها كان الجندي العراقي “نجاح” مصابا بين رفاقه القتلى. وساقت الأقدار الفتى زاهد إلى هذا الخندق، سار في داخله، كما قص في شريط وثائقي جسد أحداث القصة، ممتلئا خوفا وذعرا ليس من رؤية الأشلاء البشرية المنتشرة في المكان فقد تعود على رؤيتها، بل خشية أن يباغته جريح يحتضر بقنبلة تنهي عذاباتهما معا.
عثر الجندي الإيراني الصغير ، على جريح عراقي مضرج بالدماء، ففتش جيوبه ووجد بحوزته نسخة من المصحف الشريف بداخلها صورة لحبيبته وابنها، فقرر وقد حسم صراعا في داخله، أن ينقذ العدو الجريح وأن يحفظ له حياته.
قام بتغطيته بجثث رفاقه واعتنى به لثلاثة أيام، ثم تسنى له أن ينقله إلى مستشفى ميداني، وافترقا، من دون أن يعلم أي منهما حتى اسم صاحبه.
دارت الأيام بالجندي الإيراني الصغير، ووقع لاحقا في أسر الجيش العراقي، حيث بقي مسلوب الإرادة حتى نهاية الحرب عام 1988، حين أطلق سراحه وعاد إلى وطنه، لكنه حين طرق باب بيته، أخبره الجيران أن أهل هذا البيت رحلوا إلى محافظة أخرى بعد أن قتل ابنهم في الحرب.
لم تسعف الحرية جراح زاهد، الفتى الإيراني الذي كبر في الحرب، وترعرع بين رعودها وبروقها وسط برك من الدماء. وجد أن أسرته بنت له قبرا، فزاره ووقف أمام الشاهدة لتزداد الدنيا حلكة أمامه وتزداد البراكين تفجرا بداخله.
فرّ من دنيا بلاده على متن سفينة أوصلته إلى كندا، وهناك حاول أن يعيش، وحاول أن يموت بأن يضع حدا لحياته بيديه هربا من كوابيس الحرب التي ظلت تلاحق منغصة حياته.
في الطرف الآخر، بقي نجاح، الجندي العراقي في الأسر حتى عام 2000، خرج إلى الحرية هو الآخر وعاد إلى وطنه ومنه التحق بإخوته في كندا، وهو أيضا كان يغلي، وكانت الكوابيس تطارده، وروحه تتمزق مثل عدوه ومنقذه الإيراني الصغير.
الاثنان قررا أن يستعينا بمؤسسة خيرية تقدم خدمات لضحايا التعذيب، لجآ إليها في يوم واحد، والتقيا صدفة أمام مدخلها، ولم يكن أحدهما يعرف الآخر لأنهما التقيا قبل 20 عاما في عالم مغلف بحمرة قانية ملطخ بأوحال الخنادق.
نظر كل منهما إلى الآخر، نجاح، ظن أن الرجل الذي يقابله عراقي من سحنته، والإيراني ظن أنه يقابل صدفة أحد مواطنيه.
حين حاولا الحديث، كادت اللغة أن تقطع الطريق بينهم، إلا أن الجندي العراقي السابق الذي بقي فترة طويلة في الأسر، تحدث بالفارسية، ما أدهش الجندي الإيراني السابق، وعرف كل منهما أنهما كانا أسيرين سابقين.
وحين طال الحديث خرمشهر، حبس الإيراني أنفاسه، وسأل محدثه العراقي في لهفة عن المكان والتاريخ، وكانت المفاجأة أن تعرف كل منهما على الآخر، وكان المصحف وصورة حبيبة ضائعة وابن مفقود، العلامة التي جعلتهما ينخرطان في بكاء حار وغزير.
أصبحا منذ ذلك التاريخ أخوين. مد الجندي العراقي السابق لمنقذه يد العون فقد كان في حالة شديدة من الاكتئاب، وقد نجح كما عبّر عن ذلك “زاهد” الإيراني في أن ينتشله من ظلام اليأس إلى نور الأمل.
من بين الملايين من سكان كندا، التقيا.. ومن بين عدد كبير من المدن في هذا البلد الشاسع التقيا في مدينة واحدة، وتصادف وجودهما في مكان واحد في زمن واحد، كما لو أن قوة سحرية قد ضربت لهما ميعادا لتختبر معدنيهما.

عن شبكة نهرين نت الاخبارية

شبكة نهرين نت الاخبارية.. مشوار اعلامي بدأ في 1 يونيو – حزيران عام 2002 تهتم الشبكة الاخبارية باحداث العراق والشرق الاوسط والتطورات السياسية الاخرى والاحداث العالمية ، مسيرتها الاعلامية الزاخرة بالتحليل والمتابعة ، ساهمت في تقديم مئات التقارير الخاصة عن هذه الاحداث ولاسيما عن العراق ومنطقة الخليج والشرق الاوسط ، مستقلة غير تابعة لحزب او جماعة سياسية او دينية ، معنية بتسليط الضوء على التطورات السياسية في تلك المناطق ، وتسليط الضوء على الدور الخطير للجماعات الوهابية التكفيرية وتحالف هذه الجماعات مع قوى اقليمة ودولية لتحقيق اهدافها على حساب استقرار المنطقة وامنها .

شاهد أيضاً

العميد سريع : استهدفنا سفينتين أميركيتين وأخرى إسرائيلية في خليج عدن والمحيط الهندي

أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في بيان، استهداف سفينتين أميركيتين في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *