الصدر يفشل في تحشيد تظاهرة مليونية بسبب تحذيرات السلطات باعتبار التظاهرة غير مصرح بها

وسط اجراءات امنية مشددة وغلق الجسور المؤدية للمنطقة الخضراء ٫ انطلقت وسط العاصمة بغداد الجمعة، تظاهرة لم تكن بالكثافة من الحضور في ساحة التحرير وسط بغداد كما كان قد دعا لها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، للمطالبة بالإصلاح وطرد “الفاسدين” من الحكومة، فيما ردد المتظاهرون هتافات غاضبة تفيد بأن وقت القضاء على الفساد قد حان.

واتفقت تعليقات المراقبين السياسيين بان تظاهرة اليوم الجمعة تشكل فشلا واضحا لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في تحشيد تظاهرة مليونة كما شدد هو علي ذلك شخصيا ولاكثر من مرة خلال الاسبوعين الماضيين٫ كما حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد ساعة من انطلاق التظاهرة تعليقات لاتباع الصدر هاجمت فيه العلمانيين والشيوعيين ووصفوهم بالجبناء وهاجموا ممثل الشيوعيين في ” تنسيقيات التظاهرة ” وجاء في احد التعليقات ” انت الحلفي الجبان – في اشارة الى الناشط السياسي الشيوعي جاسم الحلفي – لبست الكفن امام المنطقة الخضراء بقوة الصدريين ولم يكن معك سوي ٢٠ شيوعيا ٫ واليوم الجمعة لم نجدكم ايها الشيوعيون الجبناء وجماعتكم التيار المدني ٫ كلا كلا لكم ايها الجبناء “.
وجاءت الحشود القليلة للمشاركة في التظاهرة على العكس من الحشود المليونية المتوقعة التي دعا لها الصدر ٫ بسبب بيان صدر من خلية العالم الخربي اعتبرت ان التظاهرة غير قانونية لانها غيزر مصرح بها ٫ بل ذهب بيان خلية الاعلام الحربي الي ان الاجهزة ستتعامل مع كل من يشارك في التظاهرة بانه ارهابي .
ومن المعلوم ان التظاهرة التي دعا اليها الصدر ٫ يشارك فيها الشيوعيون وفلول البعثيين واتباع رجل الدين المدعو الصرخي الهارب من قرقار قضائي باعتقاله لقيادته مجموعة ارهابية وضبط اسلحة وقنابل وعلم لداعش في مقره في كربلاذ بحي ” سيف سعد ” في منتصف تموز – يوليو عام 2014 ويلقى دعما اعلاميا من وسائل الاعلام السعودية بامر من السلطات السعودية.
واقتصرت الهتافات وسط هذه التظاهرة اليوم الجمعة ضد الفساد في الوقت الذي يشارك التيار الصدوي في الحكومة ويحتكر عشرات المناصب في معظم الوزرات والادارات وافتضحت رموز منهم في عمليات فساد لاحقتها هيئة النزاهة ومن هذه الرموز نائي رئيس الوزراء بهاء الاعرجي ووزير الصناعة الدراجي ٫ وبسبب هذه الفضائح يسود اعتقاد شعبي واسع بان الصدر يتجاهل دور افراده في ظاهرة الفساد .
كما لوحظ مؤخرا ان السيد مقتدى الصددر بات يطلق تصريحات ضد الحشد الشعبي بالرغم من امتلاكه لمسلحين منظمين في كتيبة عسكرية باسم ” سرايا السلام ” وكانت لها مشاركة فعالة في سامراء في حماية مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري ولكن الصدر منعهم من المشاركة في معركة تحرير الفلوجة دون ان يعطي سببا لذلك وهو ما افقده تاييدا شعبيا من اتباعه في الفترة الاخيرة .
وكان مقتدى الصدر قد قاد اعتصاما في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد ودخلها في السابع والعشرين من شهر مارس – اذار الماضي ٫ فيما كان المئات من أنصار الصدر قد بدأوا اعتصاما عند بوابات المنطقة التي يوجد بها مقر الحكومة ومباني رسمية أخرى قبل أكثر من أسبوع.
وخاطب الصدر أنصاره، قبل أن يجتاز نقطة تفتيش أمنية قرب البرلمان وفندق الرشيد ويدخل المنطقة الخضراء، قائلا “أيها المعتصمون سأدخل المنطقة الخضراء بمفردي ومن معي فقط”.
كما اقتحم انصاره المنطقة الخضراء ودخلوا قاعة مجلس النواب ومكاتب مجلس الوزراء بعد ٣٣ يوما من دخول الصدر اليها وذلك في الثلاني من من نيسان – ابريل الماضي ٫ وهو ما اعتبرته الحكومه اعتداء على مبان الدولة والحاق الضرر بها متوعدة بملاحقة المتظاهرين والمتجاوزين على املاك ومبان الدولة .