اشاد ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في خطبة صلاة الجمعة في الحرم الحسيني الشريف ٫ ببطولات الحشد الشعبي والجيش والشرطة الاتحادية وبقية الاجهزة الامنية التي تشارك في عمليات تحرير الفلوجة من قبضة تحالف اعوان نظام صدام وداعش الوهابي.
وقال السيد احمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة : “في هذه الأيام العظيمة التي يخوض فيها أعزّتنا في القوّات المسلّحة والشرطة الاتّحادية ومن يساندهم من المتطوّعين الأبطال وأبناء العشائر الغيارى معارك ضارية لدحر الإرهاب الداعشي عن مناطق أخرى من أرض العراق الطاهرة يجب أن نقف لنحيي بإكبار وإجلال هؤلاء الرجال الميامين على انتصاراتهم وبطولاتهم وتضحياتهم وتفانيهم في الدفاع عن وطنهم وشعبهم ومقدّساتهم”.
واضاف : ” إنّنا لا نجد من الكلمات ما تفي ببيان قدرهم ومكانتهم ولا يسعنا إلّا أن نقول إنّكم حقّاً الأجلّ قدراً والأعظم أجراً ومثوبةً من جميع من سواكم ويا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً، وأمّا الشهداء الذين ارتقوا الى جنان الخلد مضرّجين بدمائهم الزكية فما عسانا أن نقول فيهم وقد قال الله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ). وأمّا الجرحى والمعاقين ممّن أصيبوا في ساحات المنازلة مع الإرهابيّين فإنّ الله تعالى سيؤتيهم أجرهم مرّتين، مرّةً على جهادهم ومرّةً على صبرهم وتحمّلهم لما نالهم من الأذى في سبيله، ولكن ما أعظم واجبنا تجاههم في رعايتهم والعناية بهم وتخفيف آلامهم وتأمين الحياة الكريمة لهم، وأمّا أرامل الشهداء وأيتامهم وسائر ذويهم فيكفيهم فخراً ما قدّموا للدين والوطن من شهداء كرام ولكن الواجب تجاههم أعظم، إنّهم فقدوا أحبّتهم ومن كانوا يحظون برعايتهم في حياتهم المعيشية، فلابُدّ أن يجدوا منّا من العناية والرعاية ما يعوّض ولو جزءً ممّا فقدوه بفراق أولئك الكرام.
سنتان مضت على
فتوى الجهاد الكفائي
وتابع السيد الصافي : أيّها الإخوة والأخوات مضت سنتان منذ أن هبّ العراقيّون للدفاع عن بلدهم وشعبهم ومقدّساتهم أمام الهجمة الهمجيّة الداعشية وقد قدّموا خلال هذه المدّة آلاف الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى والمصابين، ولكنّهم لم يملّوا ولم يكلّوا عن مقارعة الإرهابيّين ولم يزالوا صامدين في مختلف الجبهات بل إنّهم يزدادون إصراراً على الاستمرار في جهادهم الدفاعي الى تطهير آخر شبر من أرض الوطن من رجس هؤلاء الظلاميّين.
واضاف السيد الصافي :لقد ساهم الجميع في هذه المنازلة العظيمة شيباً وشبّاناً كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً ولا يزالون مستمرّين في ذلك فمنهم من يشارك ببدنه بالحضور في جبهات القتال ومنهم من يشارك بماله بتوفير ما يحتاج اليه المقاتلون من المؤن وغيرها، فسلامُ الله عليكم من شعبٍ صامدٍ صابرٍ فاجأ العالم بصبره وصموده، ويبقى أن نؤكّد على المقاتلين الأبطال بضرورة توفير الحماية للمدنيّين الأبرياء وتخليص من احتمى به العدوّ منهم بكلّ الوسائل المتاحة، واعلموا أنّ إنقاذ إنسان بريء ممّا يحيط به من المخاطر أهمّ وأعظم من استهداف العدوّ والقضاء عليه، فابذلوا قصارى جهودكم في تأمين حياة المدنيّين وإبعاد الأذى عنهم، شكر الله سعيكم وجزاكم خير جزاء المحسنين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.