تظاهرة حاشدة للتيار الصدري امام المنطقة الخضراء والقوى السنية تعلن مساندته بهدف زيادة الخلافات بين القوى الشيعية ودفعها للاقتتال

للاسبوع الثاني على التوالي ، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين، الجمعة 4 مارس/ آذار عند أسوار المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مجلس الوزراء ومجلس النواب والسفارة الامريكية ، وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بإجراء إصلاحات حقيقة بتغير الوزراء وبقية المسؤولين المتورطين بالفساد .

ولوحظ ان الجماعات السنية سواء المعادية للعملية السياسية ومنهم طارق الهاشمي ورافع العيساوي الهاربين من القضاء العراقي ، او السنة السياسيين المشاركين في العملية السياسية ، قروا دعم تظاهرات التيار الصدري وكتب طارق الهاشم الهارب الى تركيا والمحكوم بثلاث احكام اعدام بعد ادانته بقيادة فرق موت اغتيال وتفجير في العراق ، كتب على موقعه في الفيسبوك داعيا انصاره الى دعم مقتدى الصدر .
هذه المواقف اثارت استغراب الشارع الشيعي المخالف لمقتدى الصدر ، ولكن تقارير تسربت من انصار اتحاد القوى السنية الذي ايد رموزه التظاهرات وطالبوا النازحين السنة المشاركة فيها ، كشفت عن رغبة هذه الشخصيات السنية المتعاطفة ظاهريا مع السيد مقتدى الصدر ، في زيادة الانشقاق بينه وبين بقية القوى الشيعية ، مؤكدين بهذه الطريقة من الاصطفاف الى الصدر سنزيد من صلابة موقفه للحيولة دون تراجعه ، ونحن بانتظار وقوع المواجهة العسكرية بين القوى الشيعية وبين التيار الصدري ودون ذلك لايمكن القضاء على قوة الاغلبية الشيعية في العراق .
وبدأ المتظاهرون عقب صلاة الجمعة بالتدفق نحو المنطقة الخضراء،تلبية لدعوة زعيم التيار مقتدى الصدر، الذي دعا العراقيين الى مظاهرة سلمية على أبواب المنطقة الخضراء، وشدد على الالتزام بنهج السلمية وعدم الاعتداء على أحد.
واتخذت قوات الجيش والشرطة العراقية اجراءات أمنية مشددة في الشوارع المؤدية للمنطقة الخضراء وخاصة في ساحة التحرير ومنطقة كرادة مريم وسط بغداد.
وقال الصدر في كلمة متلفزة بثت أثناء التظاهرة “ادعوا كل الأطراف، لاسيما البرلمانية منها حصرا، إلى التحاور مع الشعب لإزاحة هذا الكابوس.. وأعني الفاسدين”، مشددا على ضرورة تنحي جميع الذين أوصلوا العراق الى “الهاوية” وفسح المجال أمام الأكفاء.

اختيار شيوعي لالقاء
خطاب امام المتظاهرين
واللافت للنظر في تظاهرة اليوم ، ان التيار المدني والليبرالي ومن بينهم الشيوعيون نجحوا في التغلغل الى هذه التظاهرة بشكل مثير للانتياه لوجود خلاف ايدلوجي بين مدرسة المرجع الشهيد محمد صادق الصدر وبين اليساريين والشيوعيين وكان يعدهم اعداء للدين كما بقية المرجعيات الشيعية ، وكان مثيرا للانتباه ان يسمح منظمو تظاهرة الصدريين وهم من رجال الدين من مكتب السيد مقتدى الصدر ومن بينهم الشيخ الغراوي ، السماح لشيوعي يدعى “جاسم الحلفي” وهو من المعروفين بعدائه للدين ، بالقاء كلمة على منصة التظاهرة ، توعد فيها الحكومة بمواقف اكثر حزما وتشددا في الاسابيع القادمة .

الصدر اقل حماسا
في مناهضة الامريكا
يذكر ان تقريرا للموقع الالكتروني للتلفزيون الاوروبي ” MNC” كان قد كتب تقريرا مطولا يوم امس الاول عن حركة زعيم التيار الصدري اشار فيه الى ان تحليلا لخطابه الاخير قام به محررو الموقع اظهر ان السيد مقتدى الصدر امسى اقل عداء لامريكا وانه لم يات في خطابه على ذكر خطر فلول نظام صدام من كيار حرسه الخاص وضباط مخابراته على العملية السياسية في العراق. كما ان خطاب مقتدى الصدر لم يات على ذكر خطر داعش على امن واستقرار العراق رغم استمرار احتلاله مدن عراقية منها الشرقاط والحويجة واجزاء من كركوك والموصل وتلعفر ومناطق اخرى.

الصدر لم يرد على قرار
مجلس التعاون ضد حزب الله
كما ان خطاب الصدر اليوم خلا من اي ذكر الى قرار مجلس التعاون الخليجي تصنيف حزب الله بمنظمة ارهابية ، وهو القرار الذي شهد ردود فعل عربية واسلامية وسارعت حكومتا تونس والجزائر الى اعلان رفض القرار واكدا ان حزب الله هو المقاومة التي واجهت وتواجه عدوان الكيان الاسرائيلي .