أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار العالم / مجلة “ذا ناشونال انترست” الامريكية ترسم صورة عن خارطة التحرك الروسي السياسي والامني في الشرق الاوسط

مجلة “ذا ناشونال انترست” الامريكية ترسم صورة عن خارطة التحرك الروسي السياسي والامني في الشرق الاوسط

كشفت مجلة “ذا ناشونال انترست” الأمريكية، النقاب عن خطة روسيا لمنطقة الشرق الأوسط، مشيرة في مسارها الامني والسياسي ، إلى أن موسكو وضعت خطة هامة في سياستها الخارجية عام 2015، وذلك عندما قررت شن عملية على نطاق واسع بالمنطقة، وهو ما تطلق عليه “الفناء الخلفي”.

قالت المجلة إن نشاط روسيا في الشرق الأوسط ارتفع خلال الأعوام الأخيرة، إلا أن قرارها ببدء الضرب في سوريا كان بمثابة صدمة للكثيرين، مضيفة أن الكرملين استخدم الأسلحة الحديثة والمتطورة ليثبت أن روسيا قوى عظمى عسكريًا.
وقالت المجلة إنه في نهاية عام 2015، توقع الكرملين، خائفًا، أن يجلب عام 2016 مزيدًا من الأزمات السياسية في اليمن، ولبنان، وليبيا والعراق.. والآن، مع التوترات السعودية الإيرانية، وزيادة الأمر سوءًا في منطقة الشرق الأوسط، أكد هذا السيناريو هذه المخاوف.
وذكر تقرير مجلة “ذا ناشونال انترست” أنه بالنسبة للعمليات السرية التي قامت بها روسيا لصالح الجيش السوري، أو تلك الضربات التي وصل عددها لأكثر من 5240، غيرت قواعد اللعبة على الأرض، وهو ما أثار الجدل حتى داخل المجتمع الروسي نفسه، مضيفة أن جهود موسكو بالتنسيق مع الحكومات الإقليمية، فضلًا عن الضربات التي استهدفت المجموعات الإرهابية والمتمردة، حققوا هدفين هامين من الناحية السياسية بالنسبة لموسكو.
وأردفت أن الهدفين اللذين حققتهما موسكو سياسيًا هما؛ أنها تمكنت من دفع قادة العالم بهذه التحركات أن يطلبوا مشاركتها والتعامل معها، الأمر الذي يجعلها غير معزولة، مشيرة إلى تعامل بعض دول الخليج والمعارضة السورية معها رغم انتقادهم لها، فضلًا عن تعامل إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مع الكرملين، فالبرغم من اختلافهم على مصير الرئيس السوري، بشار الأسد، إلا أنها تعاونت مع الكرملين بشأن المسائل التقنية ومسائل الأمن المتبادل.
وتابعت أن الأمر الثاني هو أنها استطاعت أن تؤثر على بعض القادة الغربيين من تغيير صورة الأسد، وساعدها على ذلك ارتفاع تهديد تنظيم “داعش” الإرهابي، خاصة عقب الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية، باريس، 13 نوفمبر عام 2015.
وأوضحت المجلة أنه يوجد حاليًا في الأزمة السورية 150 مجموعة على أرض الواقع، كل منها يتمتع بنفوذ مختلف من موسكو أو واشنطن أو طهران أو من الرياض، لذا فإن التنفيذ الفعلي لعملية الانتقال السياسي قد يكون مستحيلًا، إلا أن نية موسكو لإنهاء هذا الصراع سياسيًا صادقة وحقيقية، حيث إن تنفيذه عسكريًا يكلفها الكثير، خاصة إذا كانت تلعب بمفردها.
وأشارت المجلة إلى تصريحات للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قائلة إن ما يُفهم من بين السطور، أن روسيا ليست على استعداد لتقديم التزامات أمنية طويلة الأمد في سوريا على الأقل دون تحقيق مكاسب واضحة، كما أنها لا تريد أن تتورط في المشاحنات الإقليمية، على الرغم من أن وضع روسيا يوحي عكس ذلك تمامًا.
وأفادت المجلة أن موسكو لا تبحث عن خطة خروج في هذه المرحلة لحفظ ماء وجهها، ولكن الأفضل لها أن تخرج منتصرة، مشيرة إلى أنه في حال استمرار التعاون المحدود بين موسكو وواشنطن، فضلًا عن عدم رؤية الكرملين لأي عوامل تهدد اتزان انجازاتها؛ مثل وجود قوات برية أجنبية على أرض سوريا، فمن المرجح أن تصبح موسكو أكثر تعاونًا، بما في ذلك المسائلة المتعلقة برحيل الأسد.
وذكرت المجلة أن الصراع المتصاعد في المنطقة والتطورات غير المتوقعة يمكن أن يعقد الاستراتيجية الروسية، مشيرة إلى المواجهة المتصاعدة بين إيران والمملكة العربية السعودية خير مثال على ذلك.
وقالت إن معظم الذين يقدمون المشورة للكرملين في الشرق الأوسط، يعتقدون أن الخلاف المستمر بين السعودية وإيران هو في الأساس تنافس سياسي إقليمي يعززه الانقسام الايديولوجي بين السنة والشيعة، وليس العكس.
وأوضحت الصحيفة أن موسكو اتخذت موقفا محايدا في هذه الأزمة، وذلك ما كان مخالف للرأي الشائع بأن روسيا ستقف بجانب إيران، وذلك عقب اللغة القوية التي أدانت بها مقتل الشيخ الشيعي، نمر النمر، مضيفة أن ما يقلق موسكو أن الأزمة سوف تدفع موسكو وواشنطن لإتخاذ خطوات جريئة في المنطقة دون تنسيق بين العاصمتين، وهو ما ينذر بخلق عواقب وخيمة.
وتابعت أن ما يؤرق روسيا أيضًا، أن ينتقل التركيز إلى طبيعة السنة والشيعة في الصراع الإقليمي، وهذا من شأنه أن يجلب فترة راحة لتنظيم “داعش” الإرهابي، بعد فترة الضغط الذي يمر به مؤخرًا، مضيفة أن إيران ستظل نظير أساسي لموسكو في الحرب في سوريا، وخلال تسوية ما بعد الحرب، على الرغم من أن مصالح الدولتين غير متطابقة، فضلًا عن أنهما لا تجمعهما مصالح مشتركة تمامًا في أي مكان آخر في الشرق الأوسط.
وتوقعت المجلة أن علاقة روسيا ستزداد تدهورًا مع تركيا، بل ويمكن أن تكون سببًا لفساد التسوية- التي من المتوقع أن تتم- بين موسكو وواشنطن بشأن سوريا، مشيرة إلى أن الغضب الشعبي إثر إسقاط سلاح الجو التركي للطائرة الروسية “سو-24” قد هدأ في نهاية المطاف، إلا أن الوضع مختلف مع الكرملين.
وأضافت المجلة أن الرئيس الروسي يشعر أنه تمت خيانته بفعل هذا الحادث، كما أنه تيقن أن الحكومة التركية الحالية تميل إلى السياسات الاستفزازية، متابعة أنه على الجانب الآخر، تركيا أظهرت أنها اللاعب الوحيد الذي عبر عن عدم موافقتها على تصرفات روسيا، وذلك من خلال الأعمال العدائية.
قالت المجلة إنه على الأرجح، موسكو تحاول استعادة علاقاتها مع مصر، البلد التي كانت لديها نوايا خاصة لتكون كشريك إقليمي، وذلك منذ الاطاحة بجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أنه تم تجميد العلاقات مع القاهرة، عقب حادث انفجار الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء.
وأوضحت أن البلدين اختلفا حول طبيعة الحادث، حيث إن مصر ظلت مصرة أنه لم يكن عملًا إرهابيًا، إلا أن موسكو علقت السياحة الروسية إلى القاهرة، كما أنها أوقفت الشراكة الاقتصادية والعسكرية، ومع ذلك، لا تزال مصر لاعبا إقليميا هاما على شاشة الرادار الروسية، كما تأمل موسكو لكسب الدعم المصري خلال مبادراتها في المنطقة.
وأشارت المجلة إلى أن علاقة روسيا بمصر تناسبها من ناحية أخرى في دبلوماسيتها بالشرق الأوسط، حيث إنها تمكنها من استعادة صورتها بين الدول السنية في المنطقة، مضيفة أنه تم وضع موسكو في قالب الدول الموالية للشيعة، وتفشى هذا التفكير في المنطقة منذ بداية حملتها في سوريا، الأمر الذي أثر على العديد من الخيارات السياسية لموسكو، لذا فإن الكرملين يشعر بالحاجة إلى تغيير هذا الاتجاه.
وفيما يتعلق بعلاقات روسيا والكيان الاسرائيلي ، أفادت المجلة أن إسرائيل قد يكون موضوع آخر بالنسبة لروسيا، تنتظر أن تستكشفه بحذر خلال 2016، مشيرة إلى أن المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية أصبحت مختلة بشكل متزايد خلال العام الماضي.

عن شبكة نهرين نت الاخبارية

شبكة نهرين نت الاخبارية.. مشوار اعلامي بدأ في 1 يونيو – حزيران عام 2002 تهتم الشبكة الاخبارية باحداث العراق والشرق الاوسط والتطورات السياسية الاخرى والاحداث العالمية ، مسيرتها الاعلامية الزاخرة بالتحليل والمتابعة ، ساهمت في تقديم مئات التقارير الخاصة عن هذه الاحداث ولاسيما عن العراق ومنطقة الخليج والشرق الاوسط ، مستقلة غير تابعة لحزب او جماعة سياسية او دينية ، معنية بتسليط الضوء على التطورات السياسية في تلك المناطق ، وتسليط الضوء على الدور الخطير للجماعات الوهابية التكفيرية وتحالف هذه الجماعات مع قوى اقليمة ودولية لتحقيق اهدافها على حساب استقرار المنطقة وامنها .

شاهد أيضاً

محسن المندلاوي: تحقيق الامن والاستقرار والتقدم يتم عبر سيادة كاملة للعراق

أكد رئيس مجلس النواب بالانابة، محسن المندلاوي، اليوم الخميس، أن تحقيق الامن والاستقرار والتقدم يتم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *