دعا الرئيس حسن روحاني الى فتح تحقيق بحادث قتل المسلمين من اتباع اهل البيت عليهم السلام في نيجيريا، من قبل لجنة تقصي حقائق خاصة بمتابعة ظروف المجزرة التي ارتكبها الجيش النيجيري بحق المسلمين الشيعة في نيجيريا يوم السبت الماضي ، ومتابعة وضع المتضررين.
وذكرت وكالة انباء “فارس”، ان الرئيس روحاني بحث في اتصال هاتفي مع نظيره النيجيري محمد بوهاري الحادث الاخير في شمال نيجيريا الذي ادى الى استشهاد واصابة اكثر من 300 مواطن نيجيري
واشار روحاني خلال الاتصال الهاتفي الى الزيارة الاخيرة للرئيس النيجيري لطهران ونتائجها المثمرة على العلاقات الثنائية واجتماع قادة الدول المصدرة للغاز، معتبرا ان تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين تصب في صالح شعبي البلدين والعالم الاسلامي.. داعيا الى تعاون مشترك لضمان الامن في العالم الاسلامي.
واكد روحاني ضرورة اتحاد المسلمين مع بعضهم البعض في ظل الظروف التي بات الارهاب يهدد امن الكثير من الدول المسلمة، وقال: لا ينبغي ان نسمح بان تتحول الخلافات الجزئية الى صراع وخلافات عميقة، لان حماية ارواح المسلمين واجب اساسي وشامل.
واكد روحاني ضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في هذا الحادث، وقال: اننا ننتظر من الحكومة النيجيرية في الظرف الراهن ان تكسب ود جميع المتضررين وان تتخذ قرارات حاسمة لقطع دابر مثل هذه الاضطرابات .
واضاف: ان البعض يسعى اليوم لبث الفرقة والاختلافات في اوساط المسلمين بالبلدان الاسلامية، وقال: يتعين على الجميع ان يشعر بالمسؤولية ازاء صيانة صورة الاسلام ووحدة المسلمين في العالم وان يزيدوا من يقظتهم في هذا المجال.
واعرب روحاني عن استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية لتقديم اي نوع من الدعم، لاسيما ايفاد فرق طبية لمعالجة المجروحين ومتضرري الحادث وتسكين الامهم .
بدوره اعرب الرئيس النيجيري محمد بوهاري خلال الاتصال الهاتفي عن شكره لمتابعة الرئيس الايراني وما يبديه من حساسية ازاء وضع المسلمين في العالم ونيجيريا، مستعرضا ملابسات هذا الحادث المؤسف.. مؤكدا التزامه بحقن دماء المسلمين في هذا البلد.
واشار الى عزم الحكومة النيجيرية على متابعة اسباب ودوافع الحادث، وقال: لقد امرت باعداد تقرير دقيق عن هذا الحادث وطالبت مسؤولي المحافظة المعنية بان يبدو رد فعلهم ازاء الحادث، مؤكدا انه سيبذل ما بوسعه للحفاظ على الهدوء ومعاقبة المقصرين في هذا الحادث .
كما اتصل وزير الخارجية الايراني ظريف بنظيره النيجيري مستنكرا استهداف الجيش للمواطنين النيجيريين الشيعة وطالب الوزير دعوة الحكومة النيجيرية لفتح تحقيق عن المتورطين في المجزرة التي ارتكبها الجيش بحق مدنيين عزل كانوا يقيمون مجلس عزاء في ذكرى وفاة الرسول الاعظم محمد ص.
يذكر ان عدد الضحايا من الشهداء والجرحى بلغ اكثر من 300 شخص في هجومين منفصلين احدهما شنته قوات خاصة من الجيش على منزل الزعيم الشيعي الشيخ ابراهيم الزكزاكي وعلى حسينية بقية الله التي هدمها الجيش النيجيري واحرقها في موقف دل على وجود اصرار سابق عند السلطات النيجيرية بارتكاب هذه الجريمة في ظل تقارير تشير الى تحريض مارسته المخابرات الامريكية والسعودية والموساد الاسرائيلي ضد الشيعة في نيجيريا بعدما اتسمع انتشار المعتنقين لمذهب ال البيت وتحول الملايين الى المذهب الشيعي ، في ظل قيادة الشيخ ابراهيم الزكزاكي الذي يؤمن بولاية الفقيه كمشروع نهضة للامة الاسلامية في العالم .
وقد اصيب الشيخ الزكزاكي بجراح خطيرة نتيجة اصابته بثلاث طلقات كما اصيبت زوجته بجراح ايضا في الهجوم واستشهد نائبه العام في الحركة الاسلامية كما استشهد طبيبه الخاص وتحد ابنائه في هذا الهجوم الغادر .
كما استشهد في هذا الهجوم الغادر نائب الشيخ الزكزاكي في زعامة الحركة الاسلامية وهو العلامة الشيخ محمد الثوري الذي يعد من احد ابرز الشخصيات الشيعية التي تعرضت لهجوم حاقد في مواقع التواصل الاجتماعي للجماعات الوهابية الارهابية .
وولد الشيخ ابراهيم يعقوب الزكزاكي عام 1953 في مدينة زاريا اهم مدن ولاية كادونا في شمال نيجيريا , ويعتبر أحد كبار علماء المسلمين وهو زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا.
وتلقى الزكزاكي تعاليمه القرآنية والاسلامية في مدينة زاريا عند الشيخ “عيسى ماداكا” والشيخ “ابراهيم كاكاكي” , وفي عام 1969-1970 واصل دراسته في المدرسة العربية بالمحافظة , وتلقى دراسته الاسلامية التقليدية في مدرسة دينية محلية تابعة للمذهب المالكي , ودرس كتب مختلفة من بينها التفسير واللغة ومقامات الحريري وشرح ابن عقيل وألفية ابن مالك وبعض الدروس العلمية.
وخلال الفترة بين عام 1976 وعام 1979 التحق بجامعة احمدو بيلو في مدنية زاريا , ومارس النشاط السياسي بصفته الامين العام للجمعية الاسلامية للطلاب الجامعيين في نيجيريا , ومن ثم انتخب عام 1979 نائبا لرئيس الجمعية الاسلامية للشؤون الدولية.
وكان له دور كبير في تعريف الشعب النيجيري بمذهب ال البيت وبالثورة الاسلامية في ايران والامام الخميني (قدس).