كشفت تقرير اوروبي عن مخطط اوروبي واسع بمشاركة الولايات المتحدة ، لدعم المعارضة الاوكرانية ، وتوجيه ضربة للرئيس بوتين ردا على الدور الروسي في افشال المشروع الامريكي – الاوربي لاسقاط نظام الرئيس الاسد بمشاركة دول السعودية وقطر وتركيا والاردن .
وقال تقرير لراديو اوستن ” النرويجي : ان الولايات المتحدة ودول اوروبية قررت ومنذ نجاح الدور الروسي في منع اسقاط نظام الرئيس الاسد ، للرد الحاسم على ما يعتبره الغرب ، ظاهرة تنام الدور الدولي الروسي في مواجه النفوذ الامريكي والاوربي في الشرق الاوسط ، واختار الغرب ” اوكرانيا ” لهذا الرد ، بعد اصرار الرئيس بوتين ، تبني سياسة خارجية لحماية الامن القومي لبلاده باستعادة الدور الرئيسي لبلاده في الشرق الاوسط واعتبار هذه المنطقة هي الخط الامامي للامن القومي الروسي، وتسخير السياسة الخارجية لبلاده ، للعمل على انهاء القطبية الواحدة التي ظلت تستاثر بها الولايات المتحدة منذ تفكيك الاتحاد السوفياتي السابق منذ اكثر من عقدين عام 1991 .
وقال تقرير ” راديو ” اوستن ” : لقد قررت واشنطن ودول اوروبية على الرد على بوتين على حدوده باستهداف المصالح والنفوذ الروسي في اوكرانيا بدعم المعارضة الاوكرانية والعمل على اسقاط حكومة حلفاء الروس في ” كييف ” حكومة ورئيسا.
واكد التقرير على ” ان اوكرانيا بموقعها الاستراتيجي وغناها بالثروات وبما تشكله من ممر لروسيا إلى أوربا لتمرير الغاز وإشرافها على البحر الأسود ، شجع الامركيين والاوروبيين لتوجيه الضربة للامن القومي الروسي ، باسقاط حكومة ” نيكولاي آزاروف” بكامل اعضائها ، وتشجيع اعضاء في البرلمان الاوكراني على التصويت باقالة الرئيس ” فيكتور يانوكوفيتش ” وسط انباء متداولة في العاصمة ” كييف ” عن رشاوى قدمتها ” جهات مشبوهة ” لاعضاء البرلمان للتصويت على اقالة الرئيس ” يانوكوفيتش ” .
وقال ” راديو اوستن ” ان نجاح المعارضة في اسقاط الحكومة واقالة الرئيس ، لم يكن مجرد نتاج عمل محتجين من المعارضة ، وسط المدينة ، بل كانت الاحتجاجات وسط كييف ” راس الثلج ” الطافي فوق السطح لثمار المخطط الغربي برئاسة المخابرات المركزية الامريكية ومخابرات دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي لاعادة الروح الى ” الثروة البرتقالية ” التي انبثقت اثر احتجاجات مشابهة عام 2004 .
وحمل التقرير ” جهاز المخابرات الروسية ” مسؤولية عجزه عن رصد حجم التدخل الغربي في دعم بعض قيادات المعارضة حيث كانت الاحتجاجات الاخيرة ثمار عمل دقيق وسري بذلته اجهزة استخبارات غربية في تقديم ” نصائح ” و ” مشورة ” ف رسم خارطة الطريق لاسقاط الرئيس الاوكراني واساقاط الحكومة .
وقال التقرير : ” ان قبول السلطات الاوكرانية بالتوقيع على الاتفاقية الاخيرة قبل ثلاثة بين السلطات الاوكرانية والمعارضة بحضور ومشاركة وفد من الاتحاد الاوروبي ، هو لوحده كان بمثابة الايذان بشرعية حق الاتحاد الاوروبي في حماية حلفائها المعارضة في كييف في وضح النار ، وحتى هذا الاتفاق كان بمثابة ” خداع ” للجانب الروسي الذي ظن ان هذه الاتفاقية ستكون قارب نجاة لحلفائه ، فيما توقع الروس ان عرض الاتحاد الاوروبي على ” اوكرانيا ” عقد اتفاق تاريخي للشراكة والتجارة الحرة ، هو لوحده الذي قد يتسبب في ابتعادها عن خارطة النفوذ الروسي ويمهد للمعارضة للاستيلاء على السلطة ، فيما كانت اجهزة المخابرات تتفق مع بعض قيادات المعارضة الاوكرانية على العمل وفق ” خارطة طريق ” تبدأ بالاحتجاجات وسط العاصمة ، وتنتهي بالاستيلاء على اسلحة من مراكز عسكرية وامنية مرورا باحتلال مبان حكومية في العاصمة واحتلال مبنى البرلمان ، وعندما ارادت عناصر مكافحة الشغب التدخل ، كان الوقت قد فات وازف سقوط حلفاء روسيا وانتصار حلفاء الغرب في اوكرانيا الذي سيشكل ضربة موجعة لروسيا لسنوات طويلة قادمة خسارة استراتيجية لها التي سيحولها الاتحاد الاوروبي تدريجيا ، برعاية امريكية الى قاعدة غربية متقدمة على مشارف روسيا باسم ” الثورة البرتقالية ، ولسان حال الغربيين – اوكرانيا مقابل سوريا”.!!
وختم راديو اوستن تقريره محذرا ” سيكون خطئا فادحا يرتكبه الاوروبيون والامريكيون اذا ظنوا ” ان ” كعكعة ” اوكرانيا تؤكل بهذه البساطة وانهم سيهنأون باكلها ، عليهم ان يدركوا انهم ياكلون ” كعكعة ” لايفارقها عين الدب الروسي ، واذا اكلوها بهذد البساطة فعليهم ان يدركوا انها لن ” تهضم ” وان استخراجها ثانية سيكون اصعب من ” تناولها ! وبمعنى اخر ، انهم جميعا مخطئون اذا ظنوا ان تمددهم في اوكرانيا هو تمدد في ” الحديقة الخلفية ” لروسيا ، كلا انه ” دخول لـ ” غرف النوم في البلاط الروسي “، ومحاولة لقطع الرئة الوحيدة التي يتنفس منها الاسطول الحربي الروسي هواء الشرق والغرب ومنه يصل البحر المتوسط ويتصل بالعالم العربي ويراقب سواحل اوروبا الجنوبية ، وتلك الرئة هي البحر الاسود و موانئه في القرم التي ترابط بها نحو 300 سفينة تابعة للاسطول الحربي الروسي ، ، لذا فان اهون قرار سيكون على بوتين اتخاذه متجاهلا كل العواقب هو ” استرداد ” القرم ودفعها للانفصال من اوكرانيا خاصة وان اغلب سكانها من الروس ، وحينها لن يكون الروس مضطرين لدفع تاجير موانئ القرم للاسطول الحربي الروسي كما يفعلون الان ، بل ستكون انذاك تلك الموانئ روسية ومياه روسية ، وعندها سيدرك الغرب انه ارتكب خطيئة وليس خطئا في اوكرانيا .
المصدر: راديو اوستن – ترجمة نهرين نت