قال صلاح الدين ديميرتاس، رئيس “حزب الشعوب الديمقراطي” الذي بات أول حزب مؤيد للأكراد ينجح بدخول البرلمان، أن الأتراك أسقطوا “ديكتاتورية” الرئيس رجب طيب أردوغان” متحدثا عن ضرورة تغيير السياسة التركية حيال سوريا ، ومشددا على إن فشل حزب العدالة والتنمية التركي بالحصول على غالبية مطلقة من الأصوات هو “انتصار للديمقراطية والعلمانية” .
وقال ديميرتاس، في مقابلة مع محطة CNN ، إن الانتخابات كان “نصرا ديمقراطيا وعلمانيا بوجه أردوغان ” مضيفا: “النتائج لم تفاجئنا، رغم أنه كان هناك بعض التشكيك في قدرتنا على تجاوز عتبة الأصوات المطلوبة لدخول البرلمان. وقد كانت الحملة الانتخابية صعبة للغاية ولكن كان لدينا تصميم على منع ديكتاتورية أردوغان وقد نجحنا في إغلاق هذا الباب بوجهه وهذا نتيجة جيدة لتركيا والجميع فرح بها.
وحول الموقف من أردوغان قال ديميرتاس: “هو أول رئيس ينتخب مباشرة من الشعب التركي، وكان من المنتظر منه أن يكون حكما عادلا، ولكنه قام بالتعبير علنا عن رغبته بتغيير الدستور والتحول إلى رئيس حاكم وتحويل النظام إلى رئاسي، ويبدو أن الاتراك لم يكن معجبين بهذا الطرح وأظهروا له البطاقة الحمراء ومنعوه من تشكيل حكومة الحزب الواحد.”
وحول المستقبل السياسي قال ديميرتاس: “صحيح أن حزب العدالة والتنمية ما زال يمتلك الغالبية، ولكنها غير كافية له لتشكيل حكومة بمفرده، ما يعني أننا سنكون أمام حكومة ائتلافية أو انتخابات جديدة مبكرة، وأهمية هذه الانتخابات هي أن ستدفع حزب العدالة والتنمية إلى التخلي عن حلم نظام الفرد الواحد وإيجاد صيغة للتعاون مع أحزاب المعارضة.”
واعتبر السياسي التركي ديميرتاس أن حزبه “يدعم السياسة التعددية بما في حقوق المسلمين والمسيحيين واليهود وأولئك الذين يمتلكون توجهات جنسية مختلفة” مضيفا: “نحن لا نميز ضد أحد. أما حزب العدالة والتنمية فقد حاول إخافة الشعب عبر القول بأنه وجوده هو الضامن للاستقرار وأن غيابه سيعني الفوضى، ونحن نريد إنهاء هذا الأمر.”
ورأى ديميرتاس، بالنسبة لسياسة بلاده حيال سوريا، أنه قد شابها “الكثير من الأخطاء في السابق” مضيفا: “لا أظن أنها ستستمر بحال تشكيل حكومة ائتلافية، فلا يمكن للحكومة الجديدة توفير الدعم لجماعات مثل داعش أو جماعات متشددة أخرى” وختم بالقول: “هذه السياسات فاقمت الوضع في سوريا وعلينا أن تطور سياسات قادرة على احتضان جميع الأطراف في المنطقة.”