بات حزب العدالة والتنمية وقادته في مازق اخلاقي ، حيث وضع رئيس الوزراء التركي رئيس الحزب أحمد داود أوغلو في زاوية حرجة وامتحان اخلاقي صعب ، وذلك بعد تعهد مثير بالاستقالة في حال عدم حصول الحزب على الاغلبية في الانتخابات ، ولم يلتزم به، وأثبتت النتائج الأولية للانتخابات أنه كان مجرد استعراض للعضلات.
وذكرت وكالة “جيهان” التركية أن داود أوغلو تعهد في كلمته خلال المؤتمر الجماهيري لحزب العدالة والتنمية في 9 مايو الماضي، بالاستقالة في حالة عدم حصول حزب العدالة والتنمية على أغلبية كافية تمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده، قائلا: “أنا أعلن التحدي من مدينة هطاي.
وقال اوغلو الذي بات يصفه الاتراك بـ ” المغرور ” و” فوتو كوبي قزم لاردوغان ” : إذا لم يخرج حزب العدالة والتنمية الأقوى من الانتخابات، وإذا لم يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده، فسأعلن استقالتي فى 8 يونيو وتراجع “أوغلو” عن تصريحاته حيث لم يعلن عن تقديم استقالته لأردوغان كما أعلن.
على صعيد اخر ، دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم الاثنين، الاحزاب السياسية في بلاده الى التصرف بما اسماه ” بمسؤولية” للحفاظ على “استقرار” البلاد غداة الانتخابات التشريعية التي تلقى حزبه فيها ضربة قاسية.
وصرح اردوغان في بيان “في العملية الجديدة هذه، من المهم جدا ان تتصرف الاحزاب السياسية كافة بالحساسية الضرورية، وتتحلى بالمسؤولية لحماية مناخ الاستقرار والثقة الى جانب مكتسباتنا الديموقراطية”.
ودعا الرئيس التركي الى تشكيل حكومة ائتلافية قائلا ان ” النتائج الحالية لا تعطي الفرصة لاي حزب لتشكيل حكومة بمفرده”!!.
وتصدر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ 13 عاما نتائج الانتخابات التشريعية بحصوله على %40.8 من الاصوات لكنه ويسيب تورط الحزب في دعم الجماعات الارهابية في سوريا والعراق ، خسر الغالبية المطلقة في البرلمان لانه لم يحصل سوى على 258 مقعدا من اصل 550. وحل حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي-ديموقراطي) ثانيا بحصوله على %25 من الاصوات و135 مقعدا فيما نال حزب العمل القومي (يمين) %16.3 واصبح يشغل 80 مقعدا، ونال حزب الشعب الديموقراطي (مؤيد للاكراد) %13.1 مع 80 مقعدا.وهذه النتيجة قضت على مشاريع اردوغان بتعديل الدستور لاقامة نظام رئاسي قوي في تركيا.وكان يلزمه من اجل تمرير هذه الاصلاحات التي نددت بها كل الاحزاب الاخرى باعتبارها «ديكتاتورية دستورية»، الفوز ب330 مقعدا لكي يمكن لحزبه اعتماده بمفرده.
انتكاسة الحزب ..الغرور ودعم الارهاب
هذا واتفقت بعض تحليلات الكتاب السياسيين الاتراك والغربيين ، على ان انتكاسة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية هذه ، جاءت لعوامل عديدة ، ولكن ايرزها عاملان اثنان ، هما تنام الغرور لدى زعيمي الحزب اردوغان وداود اوغلو الذي اوحى لهما انهما ” زعماء بلا منافس وبناة امبراطورية تركية جديدة لاعادة مجد الامبراطورية العثمانية ، والعامل الاخر تورط حكم ” حزب العدالة والتنمية” في اقذر مخطط دولي تقف وراءه امريكا واسرائيل والدول الخليجية لتصدير ورعاية الارهاب في سوريا والعراق “.