شهدت المدن الايرانية وبينها العاصمة طهران احتفالات شعبية عفوية واسعة شارك فيها الايرانيون من جميع قومياتهم لابداء فرحهم باعلان الاتفاق على حل للملف النووي الايراني مع مجموعة 5+1 الدول الست الكبرى ، ولم تبقى بلدة ولا قرية الا وشهدت خروج الايرانيين وهم يرفعون اعلام بلادهم ويطلقون الهتافات والاهازيج بالنصر الذي حققته ايران دفاعا عن حقوقها في امتلاك التكنلوجيا النووية ، مستخفين بكل المحاولات التي بذلها اللوبي الصهيوني في الدول الغربية لمنع التوصل الى تحقق هذا الاتفاق ،رغم ضغوط الكيان الاسرائيلي والدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية التي مارست كل ضغوطها الدبلوماسية والاعلامية والسياسية لمنع التوصل الى هذا الاتفاق التاريخي.
ويقول المواطن نبوي غلام علي ، يعمل مهندسا في شركة بناء ابراج، احد المشاركين في احتفالات النصر ” انه يوم تاريخي سيكتب بعبارات النور الساطع انتصار شعب ظل محاصرا لاكثر من 20 سنة ومنعت عنه الادوية والتكنلوجيا وحتى قطع الغيار لطائرات البوينغ وطائرة الايرباص الخاصة بالطائرات الركاب ، انه انتصار الارادة السياسية والقيادة الحكيمة للبلاد في وجه اقوى دول العالم امريكا وبريطانيا وفرنسا وبقية الدول الاوروبية “.
وقالت المواطنة كلناز ، طالبة في جامعة طهران بصحبة خطيبها خرجت تشارك في احتفالات الانتصار : ” اولا الشكر لله الذي اعان الشعب الايراني في وجه شياطين الانظمة الشريرة في العالم التي مارست علينا تجويعا وحربا في كل شي في خبزنا ودوائنا وفي تكنلوجيتنا ، لسنوات طويلة ، ولمن اعترفوا بعجزهم وفشلهم ، واستسلموا لنا نحن الشعب الايراني واعترفوا بحقوقنا ، والله انه نصر كبير وعيد كبير والشكر ايضا لقائدنا الامام الخامنئي ولمجلس الشورى وللمفاوضين الابطال”.
وقالت المواطنة فاطمة هاشمي وهي ام شهيدين ذهبوا لها في الحرب التي شنها نظام صدام على ايران : الشكر لله والشكر لامام زماننا وكل الائمة الاطهار الذين كنا نتوسل بهم الى الله ان ينصر ايران على شياطين العالم الذي حاربونا بالسلاح وحاربونا في خبزنا وفي علمنا وفي صناعتنا وفي خبراتنا ، والله والله انه مثلما هذا الاتفاق فرح لنا هو عزاء لاسرائيل وللصهيونية العالمية وعزاء لنظام ال سعود الذي لم تقل حربه لنا عن حرب امريكا واسرائيل ، كما نشكر قائدنا وامامنا قائد الثورة الامام الخامنئي الذي باوامره وتعليماته وارشاداته ثبت كل اعضاء الفريق الايراني المفاوض الشكر للوزير ظريف والشكر لصالحي والشكر لسعيد جليلي الذين قادوا المفاوضات لاكثر من 10 سنوات مع الدول الغربية”.
على صعيد متصل شهدت اسرائيل ردود افعال غاضبة عكستها وسائل الاعلام الاسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي ، والتي اتفقت على ان التوصل الى حل للاتفاق النووي كان انتصارا لايران وفوزا كبيرا ونهاية مذلة لجهود دبلوماسية ومخابراتية واعلامية ودبلوماسية بذلتها تل ابيب وسقارات اسرائيل واصدقاء اسرائيل في امريكا واوروبا والعالم لمنع التوصل الى هذا الاتفاق “.
هذا ورحبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاتفاق المبدئي لتسوية الملف النووي الإيراني، مبدية استعداها للقيام بدورها “في التحقق من تنفيذ الإجراءات النووية ذات الصلة حال إتمام الاتفاق في صورته النهائية”.
كما وصف رئيس الدبلوماسية الألمانية الاتفاق النووي الإطاري بـ”الخطوة الكبيرة والمهمة”، مشيرا إلى أن المفاوضات “كانت صعبة وعسيرة”.
ذكر بيان للبيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ناقش مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي الخميس 2 أبريل/نيسان اتفاق الإطار النووي المبرم في لوزان، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يمثل تقدما مهما نحو حل دائم يقطع على إيران ما اسماه “جميع المسارات نحو السلاح النووي ” ، فيما كان قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي قد اعلن في فتوى سابقة حرمة امتلاك ايران للسلاح النووي داعيا دول العالم للعمل على نزع اللسلاح النووي من تل ابيب .
وأفاد البيت الأبيض أيضا بأن أوباما أكد أن التقدم المحرز على الصعيد النووي لا يقلل المخاوف من “رعاية طهران للإرهاب والتهديدات تجاه إسرائيل”.
وبحث الرئيس الأمريكي اتفاق لوزان النووي مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في اتصال هاتفي، ودعاه ومجلس التعاون لدول الخليج إلى قمة في كامب ديفيد لمواصلة الحوار بشأن إيران.
